مقالات الكُتاب

الأمية الدينية فى فهم الحياة الزوجية

بقلم الدكتور حسام خلف الصفيحى

ان عقد الزواج ينشىء بين الرجل والمرأة علاقة خاصة متميزة لا تتحقق بين الرجل وأقرب الناس اليه رحما كما لا يمكن أن تكون بين المرأة وأقرب الناس اليها أيضا. وقد اقتضى هذا العقد الذى يقوم على التأبيد أن تكون هناك حقوق وواجبات متبادلة بين الزوجين وقوام كل هذه الحقوق والواجبات المادية والنفسية على السواء والذى يتجاوز عن بعض الهنات ويتخذ المواقف العملية لكسب الود والاستعلاء فوق مشاعر الكراهية والنفور أو الاعراض والنشوز. ولكن عدم فهم الزوجين لطبيعة الحياة الزوجية وادراكها لما يجب عليها حفاظا على هذه الحياة واستمرارها وعدم انتهائها الا بوفاة أحدى الزوجين أو كليهما وأيضا عدم فهم الزوجين لما يجب على كل منهما نحو الأخر من الحقوق والواجبات وأن كلا منهما راع ومسئول عن رعيته. أن عدم ذلك الفهم أو الأمية الدينية فى فهم الحياة الزوجية يهدد الأسرة بالقلق الذى ينتهى بها الى التفكك أو التفرق. وتتجلى الأمية الدينية فى موضوع الحياة الزوجية فى صور متعددة منها: أ- الاختيار على غير اسس الدين: فعندما يجهل الشاب أو الفتاة الأهداف السامية من الزواج كالمساهمة فى بناء المجتمع الصالح وتقويته وتكثير الذرية الصالحة والحفاظ على بقاء النسل وغير ذلك من أهداف الزواج أقول عندما يجهل الشباب هذه الأهداف يكون اختيارهم على اساس الجمال والمال والحسب ومما لا شك فيه ان الاختيار البعيد عن الدين يكون سببا فى الكثير من الويلات والمشاكل مصداقا لحديث النبى صلى الله عليه وسلم:( لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين…) ب- تقصير الرجل فى القيام بواجباته:قد أقتضت حكمة الله تعالى أن جعل لكل من الزوجين وظيفة يقوم بها وقد هيأ الله تعالى كلا منهما وميزه بخصائص تعينه على القيام برسالته وتلك الخصائص يكمل بها الأخر وهو تكامل نفسى وبدنى واجتماعى وبدونه لا تقوم الحياة وباستقلال أحد الزوحين بنفسه أو ترك اختصاصه الى الأخر يحدث الفساد وتتعطل الحياة. فالرجل هو المسئول عن ادارة شئون الأسرة ورعاية أفرادها وتوفير ما يحتاجه أبناؤه وزوجته من أمور مادية ومعنوية مادية كالمأكل والمشرب والملبس ومعنوية كالتربية والرعاية والتوجيه والأرشاد. ج- تقصير الزوجة فى القيام برسالتها الأولى: لقد كانت رسالتها الأولى فى الحياة والتى خلقت لها هى أن تكون أما وربة بيت وهى لن تنهض بهذه الرسالة على أحسن وجه الا اذا تفرغت لها ولم يشغلها عنها أمر أخر ان الأمية الدينية كادت ان تلغى من عقل المرأة أهمية عملها فى بيتها ورعايتها لزوجها واولادها. د- كثرة الطلاق لأوهى الأسباب: وهذه ظاهرة خطيرة لها أثارها المدمرة للأبناء والأخلاق واستقرار الحياة بوجه عام وهى فى الواقع تعكس عدم الوعى الدينى بما أباحه الله من التفريق بين الزوجين وبعد استنفاد كل وسائل الاصلاح وذلك لأن الناس يسارعون الى الطلاق لأوهى الأسباب ولا ياخذون أنفسهم بما أمر الله به من المعاشرة بالمعروف وعدم الاستجابة لمشاعر الكراهية والنفور وتحرى الوقت الصحيح لأيقاع الطلاق. ان الأمية الدينية فى أحكام الطلاق من أسباب كثرة وقوعه وبالتالى كانت من أسباب تفكك الأسرة وتمزيقها.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى