مجزرة مجدل شمس وتداعياتها

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 

حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني 

ثمة حالة من القلق الشديد والخطر سيطر على لبنان والمنطقة من جراء الصاروخ الذي سقط بالقرب من ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل ، وذهب ضحيته اثني عشر ضحية من الاطفال والفتية وعشرات الاصاباتء ، والذي قد يكون نتيجة سوء تقدير او خطأ تقني ناتج في حالة الاطلاق ، وقد يكون صاروخ اعتراضي من القبة الحديدية سقط وادى الى ما ادى اليه ، وهذا ما أثار عاصفة مت القلق والتي لا تزال على مستوى ردات الفعل إن على صعيد الرد الصهيوني والذي اعتبرته الاوساط سبباً قد يكون لبنيامين نتنياهو للرد على لبنان مما يُشكل سبباً قد تنفلت الامور من عقالها في حال كان الرد كبيراً ويستهدف مدنيين او في قلب العاصمة بيروت اوضاحيتها الجنوبية مما يستدعي رداً كبير لحزب الله فيساهم في تفلت الامور وتطورها نحو حرب شاملة قد تتطور لحرب إقليمية وهذا ما دفع بالوسطاء الى تزخيم إتصالاتهم بين لبنان والكيان الصهيوني على مدار الساعات الماضية ، وقد استدعى تدخل الوسيط الامريكي آموس هوكستين للاتصال بالقيادات اللبنانية كما بالاسرائيلية .
اما العاصفة الثانية التي اثارها صاروخ مجدل شمس والتي كادت ان تتطور لتكون نزاعاً اهلياً ، كون الضحايا الذين سقطوا في ملعب مجدل شمس من ابناء طائفة الموحدين الدروز ، حيث سارع الزعيم اللبناني وليد جنبلاط الى نفي ان يكون الصاروخ اطلقه حزب الله ، واعتبر الامر قد يكون احد الاعيب قوات الاحتلال الصهيوني ، خصوصاً بعد صدور بيان توضيحي من حزب الله نفى بأن يكون هو من اطلق الصاروخ ، فكان تصريح وليد جنبلاط وكلمته التي وجهها الى اهالي مجدل شمس ، ومن ثم كلمة المرجع الروحيللموحدين الدروز في لبنان الشيخ امين الصايغ والتي توجه فيها الى ابناء الطائفة المعروفية للموحدين الدروز في مجدل شمس وذكرم بتاريخهم وموقعهم ، وهذا الامر ساهم بتهدءة النفوس وإبعاد عمليات الشحن الطائفي والمذهبي التي حاول القيام بها البعض لتأجيج النفوس وخلق فتنة قد تطيح بما تبقى من بعض المناعة الوطنية في لبنان .

هذا الامر ابعد لبنان عن فتنة واعاد اللحمة الوطنية والتي اظهرت حكمة وليد جنبلاط وتأثيره في لجم كل ما يصب في خانة التوترات المذهبية في هذه الظروف بالذات .
ونتيجة كل ما حصل ، وقطع نتنياهو زيارته قبل عشر ساعات من موعد عودته لتل ابيب وعقده جلسة طارئة للكابينات المصغر ، والتي صدر عنها قرار يقتضي بتكليف نتنياهو ووزير دفاعه غالانت باتخاذ القرار المناسب في الرد على صاروخ مجدل شمس ، والتي امتنع عن التصويت عليه من قبل وزيري التطرف في حكومة العدو بتسلائيل سموترتش وبن غفير ، واللذان كان يطالبان بحرب فورية على حزب الله ولبنان ، بالاضافة الى الاتصالات الدولية المتسارعة وابرزها من هوكستين الذي ابلغ حكومة العدو بأن توسيع الحرب خط احمر ، معطوف على عدم حصول نتنياهو على ضوء اخضر من قبل من التقاهم في واشنطن كمالا هاريس وبايدن وما سمعه من كلام ، ومن ترامب الذي التقاه في ميرلاند ايضاً لم يكن كما يشتهي من تغطية لمشاريع حربه والدعم الذي كان يطلبه .

كل ذلك انعكس على القرارات التي قد يتخذها نتنياهو ووزير حربه غالانت ، والتي تشير المصادر الى ان الرد سيكون متواضعاً في الحجم مع نتائج كبيرة ، اي ان الرد سيكون مدروساً جدا لدرجة لا يستطيع معه حزب الله ان يكون مضطراً لرد كبير قد يساهم بتدحرج الامور وانفالاتها من عقالها لتتوسع الى حرب شاملة قد تتدخل بها اطراف اخرى فتصبح حرب اقليمية ، خصوصاً مع التهديد الاعلامي الايراني والذي صدر بالامس .

لذا تتوقع المصادر ان يكون الرد قاسياً على حزب الله كالعادة محاولة اغتيال شخصية امنية او موقع عسكري مهم ، فيكون الرد مناسباً مع الحدث وتنتهي الامور خصوصاً ان تركيز الكيان الصهيوني على مفاوضات صفقة الاسرى والتي حدد نتنياهو ان استكمالها الاسبوع الطالع .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Demo Title

Demo Description


Introducing your First Popup.
Customize text and design to perfectly suit your needs and preferences.

This will close in 20 seconds

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock