أخبار اليوممقالات الكُتاب

طارق فوزى يكتب وجهة نظر مصالح متعارضة

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى

المشهد في الأحداث الجارية في غزة علي المستوي الدولي، يظهر بجلاء و يمكن وصفه بأنه في غاية التعقيد و الإرتباك ، و من وجهة نظري أري أنه تعارض مصالح ، كل طرف في هذا الصراع الدائر في غزة يضع كل من الولايات المتحدة الامريكية و إسرائيل و حماس في مفترق طرق و كل طرف منهم يشد الحبل بقوة في أتجاهه علي حساب الطرف أو الأطراف الأخري ، طبقا لما تمليه مصالحه و في ظل أوضاعه السياسية المتأرجحه في الداخل بين شد و جذب و قد يخشي إنقطاع الحبل أو الخيط الرفيع أو يكاد و حينئذ قد يفقد كل طرف المكاسب و الأرباح التي يمكن أن يجنيها من وراء ما يسمي التوازنات و المصالح الذاتية بما لها و ما عليها .
نأتي للولايات المتحدة الامريكية و رئيسها بايدن فنجد أنه قد وضع خارطة طريق و أقترح الوقف النهائي للحرب الإسرائيلية و الإفراج عن الرهائن ، و هذا الإقتراح سمي ” صفقة بايدن” بمراحلها الثلاثة و ظل منتظر ردود أفعال كل من إسرائيل و حماس في الطرح المعروض منه و قد أعلن بايدن تحزيراته لأسرائيل عقب عرض الطرح لمشروع إنهاء الحرب في قطاع غزة و عودة الرهائن الإسرائيليين لدي حماس ، و قد وصفها بايدن تعليقا لهذه الصفقة بأنها صفقة الفرصة الأخيرة لإسرائيل و حماس لإنهاء الحرب و عدم المضي لإستمرار حالة الحرب اللانهائية و في حالة رفض إسرائيل هذا المقترح فإن الوضع سيتفاقم و يتصاعد و يتأزم و لا أحد يتوقع ما سيتحقق من كارثة إنسانية تفوق كل تصور .
و ينظر بايدن لهذه الصفقة بأنها رهان مستقبله السياسي بأن يضع أسمه و يخلده في سجل التاريخ و هو الذي وضع حجر الأساس للحد من تطورات هذه الحرب التي استمرت أكثر من ثمانية شهور و خلفت أكثر من ستة و ثلاثون ألفا من المدنيين الفلسطينين معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة و التي لا تزال نار الحرب تحت الرماد و لم تخمد بعد .
و هذه الحرب تضع مستقبل بايدن علي المحك السياسي و التي بدأت حملة الإنتخابات الرئاسية علي الأبواب في شهر نوفمبر القادم في ظل تراجع شعبيته السياسية في الولايات المتحدة الامريكية، و أخذ بايدن علي عاتقه الوصول الي موافقة الجانب الإسرائيلي علي هذه الصفقة أو تكاد و قد بدأت صرخاته و تصريحاته في التزايد و التصاعد خاصة بعد تصريحات ترامب الأخيرة أمام شاشات التلفزيون بأنه الرجل الوحيد الذي يستطيع أن ينجح في إنهاء هذه الحرب في غزة بصفة نهائية و عودة الرهائن الإسرائيليين لدي حماس مهددا بذلك بايدن و كأنه يرسل رسالة شديدة اللهجة علي قدرته علي وضع حد لهذه الحرب ، و هذا التصريح يشكل في حد ذاته ضغط سياسي كبير علي بايدن في حملته الانتخابية في سباق الرئاسة الأمريكية ،
و ما يزيد الأمور تعقيدا و إرتباكا هو دعوة الرئيس الأمريكى بايدن لرئيس مجلس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو لإلقاء كلمة أمام الكونجرس الأمريكي يوم الخميس13 يونيه الشهر الحالي و هذه الكلمة في الواقع أما ستكون طوق نجاة لمستقبل نتنياهو السياسي معبرا عن موافقته علي صفقة بايدن لوقف الحرب في غزة و تبادل الرهائن و عودة و إستئناف الحياة و الإستقرار في قطاع غزة و عودة المدنيين الي قطاع غزة ، و أما أن تكتب كلمة النهاية التي لا يريدها أي طرف ختاما لصفقة بايدن التي ستكون في طريقها للفشل .
أما الطرف الثاني في هذا المشهد هو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل فهو واضع نفسه في مأزق سياسي بين نارين إرضاء خصومه السياسيين في حكومة الحرب و إرضاء حليفه الولايات المتحدة الامريكية و حتي الآن لا يزال يرضخ لهؤلاء الوزراء في حكومته المتشددين
و لم يستطيع إيجاد حلول و هم أصبحوا عبئا سياسيا لا يستطيع الفكاك منه و هم بين الحين
و الآخر يهددوا نتنياهو بالرضوح لتنفيذ طلباتهم التي تتمثل في عدم إيقاف الحرب الإ في حالة القضاء علي حماس نهائيا و الإفراج عن الرهائن أو ما تبقي منهم و عودتهم الي ذويهم ، و قد يلجأ نتنياهو الي حل لهذه الأزمة الخانقة للتخلص من هؤلاء الوزراء المعارضين لسياسيته هو الإلتجاء الي حل البرلمان الإسرائيلي و دعوة الناخبين الي إجراء إنتخابات برلمانية من جديد ليشكل أعضاء جدد لوزارته دون هؤلاء الوزراء، و هي محاولة محفوفة بالمخاطر لأن نتنياهو فقد شعبيته أمام الناخبين بعد حرب السابع من أكتوبر من العام الماضى و لا يضمن فوزه في الإنتخابات جراء ذلك و أنه عرضة لإحالته لمحاكمة عن جرائمه و فشله الذريع لأدارته لحرب غزة و عدم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدي حماس و أنه بذلك يكون قد دق مسمار أخير في نعشه السياسي إن صح التعبير.
أما موقف الطرف الثالث و هو حماس يبدو لي أن أوراق لعبة المفاوضات الضاغطة لدي قادتهم لازالت متاحة و وصفهم بالمنتصرين حتي الآن في حربهم ضد إسرائيل، غير أن بايدن و خطته لحل الأزمة و حلحلة الموقف من إنهاء الحرب و عودة المحتجزين لديهم و تبادل الأسري الفلسطينين لا تلبي جميع مطالبهم الأ و هي في أعتقادي إنسحاب إسرائيل الشامل من قطاع غزة ووقف الحرب نهائيا ، و هي تريد الخروج من الحرب التي أشعلتها في غزة و هي منتصرة ، و الأهم من ذلك في رأى أن خطة بايدن لا تشمل خطة الخروج الآمن لقادة حماس و جنودها من قطاع غزة كما لا يوجد في هذه الخطة أي ضمانات فعلية بعدم مطالبة إسرائيل بملاحقة قادة حماس و تصفية زعمائها في أي مكان او في اي ملاذ آمن لهم عقب إنهاء الحرب و تسليم كامل الرهائن..
إذن الصورة الآن لاتزال ضبابية و لم تحسن حتي اللحظة و لم تتضح معالمها او وضع حد نهائي لها ، و كما هو ظاهر في العرض السابق، كل طرف يحاول و يناور و يلعب بما يملك من أوراق للضغط علي الطرف أو الأطراف الأخرى.
ماذا سيحدث في الأيام القليلة القادمة من تطورات ؟ ربما قد تأتي بجديد .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock