
جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني .
شهدت الحرب على قطاع غزة في اليوم الاول من دخولها شهرها التاسع نهار السبت في الثامن من حزيران يونيو ٢٠٢٤ ، تطور شديد الخطورة تمثل في تمكن قوات الاحتلال الصهيوني من تنفيذ عملية عسكرية مركبة شارك فيها العديد من الوحدات العسكري الاسرائيلية ومنها على سبيل المثال قوات خاصة صهيونية من الجيش ، ووحدة من الشاباك ووحدة من الشرطة الخاصة ، وتقول بعض المعلومات عن مشاركة من عناصر امريكية تتبع وحدة خاصة تهتم في تحرير الاسرى والمخطوفين .
في المعلومات المتوفرة حول العملية ، والتي اكدتها بعض دوائر البيت الابيض عن مشاركة معلومات عن مكان احتجاز الاسرى مع الاستخبارات الصهيونية مما ادى الى تمكن جيش الاحتلال من تمكنه من تحرير اربعة اسرى هم :
“ نوعا أرغماني وألموع مئير وأندري كوزلوف وشلومي زيف”، مشيرًة إلى أنّ “الوضع الصحي للمحررين الأربعة جيدة وتم نقلهم للفحص الطبي في مستشفى تل هاشومير ، داخل الكيان المحتل ”.
والمعلوما تشير الى استفادة القوات الصهيونية من الرصيف العائم التي اقامته الولايات المتحدة في قطاع غزة ، حيث قامت القوات الصهيونية المهاجمة بالدخول الى مخيم النصيرات ، عبر استخادم شاحنات تُستعمل في نقل المساعدات وذلك وفق شهود عيان في المخيم .
هذا بالاضافة الى ارتكاب العدو مجزرة راح ضحيتها مايقارب المائتان وسبعون ضحية من قاطني المخيم واكثرهم من الاطفال والنساء ، نتيجة القصف العنيف من الجو والبحر و بالمدفعية للتغطية والتمويه على القوة المنفذة للعملية .
وفي رد فعل اولي للمتحدث باسم حماس ” ابوعبيدة قال : ” أن العملية ادت الى مقتل ثلاثة رهائن اخرين من بينهم رهينة امريكية ، وان تحرير اربعة رهائن بعد الدخول في الشهر التاسع ليس انتصارا لقوات العدو الاسرائيلي ” .
هذه العملية ونجاحها ارخت بثقلها على الحرب القائمة على قطاع غزة في دخولها الشهر التاسع مما يؤكد ان الاوضاع باتت صعبة وصعبة جداً على فصائل المقاومة في القطاع و اكبرها كتائب القسام التابعة لحركة حماس
وذلك مما ادى لنجاح العملية .
وهذا ما ساهم بنجاح العملية ، حيث تبين :
– أن احتجاز الرهائن في منزل في مخيم النصيرات وضمن منطقة مأهولة بالسكان دليل على ان الوضع العسكري لحماس ليس جيداً وخصوصاً فيما يخص موضوع الانفاق ولهذا كانت الرهائن الاربعة في وحدة سكنية وليس في احد الانفاق المحصنة .
– كما ان حامية الرهائن او القوة المواجهة حراسة الرهائن ليست كافية ولهذا تمكنت القوة المهاجمة من تحرير الرهائن الاربعة والعودة بهم الى الداخل الصهيوني .
– إن نجاح العملية يؤشر الى ان القوات المهاجمة استطاعة الحصول على عملية خرق امني سهل عملية اكتشاف مكان الاحتجاز ، وهذا امر خطير يساهم في نجاح قوات العدو من اكتشاف اماكن اخرى ، مما يُعطي القوات الصهيونية تفوق عسكري صهيوني ، بعد الضربات الكبيرة والمؤلمة التي طالت كتائب المقاومة الفلسطينية وقوات القسام منها على وجه الخصوص ، هذا عدا عن التفوق التكنولوجي والتقني التي تتمتع به الدولة العبرية ، بالاضافة المساعدات الاستخباراتية التي تتلقاها من حلفائها الامريكيين والبريطانيين وغيرهم .
إن نجاح عملية تحرير الرهائن الاربعة اعطت نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة جرعة امل ، تُعزز موقفه السياسي في ان الخيار العسكري هو الوحيد الذي سيساهم في تحقيق هدفه في تحرير الرهائن من ايدي حماس وهذا ما سيبتي عليه في المستقبل القريب لاستغلاله في السياسة وتعويم نفسه .
وهذا الامر سينعكس تشدداً في المحادثات والمفاوضات وتعنتاً بالمطالب التعجيزية التي سيحاول فرضها ، كما ان موقف حماس اصبح اضعف مما مان غليه من قبل ، وبالتالي سيحتم على حماس القبول بتنازلات سيفرضها الوسيط الامريكي وخصوصا ان هذا ترافق بقرب وصول وزير الخارجية الامريكية طوني بلينكن منطقة الشرق الاوسط وأسرائيل ، ساعياً الى تحقيق خرق ما في جدار المفاوضات لتحقيق صفقة تُنهي ملف الرهائن والاسرى ، وتؤدي الى وقف لاطلاق النار في قطاع غزة ، مما سيُحتم انعكاس الحرب في غزة على جبهة جنوب لبنان وإعطاء فرصة لتحقيق حل دبلوماسي لهذه الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان وما تُطلق عليها الدولة العبرية الحرب في الجبهة الشمالية ، هذا الامر سيخفف من الضغوط على حكومة نتنياهو ، لان الهدنة وتوقف الحرب على الجبهة الشمالية سيُساهم بفتح الطريق لعودة المستوطنين النازحين من المستوطنات والمستعمرات في شمال فلسطين المحتلة والذي سيخفف المشاكل التي تواجهها حكومة العدو الصهيوني ، او قد يؤدي الى ضعف حكومة اليمين الصهيوني المتطرف بعد إعلان بيني غينتس استقالته وشريه ايزنكوت من حكومة الحرب ، وما ستتخذه المعارضة الاسرائيلية لنقويض حكومة نتنياهو .
الايام والاسابيع القادمة كفيلة بتظهير صورة عن سيرورة اتجاه الامور نحو حل للحرب او تطورها الى مجال تصعيدية اكبر .