جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
الوقت هو مقدار زمني محدد، يتم فيه القيام بتنفيذ عمل معين، أو الإنتهاء من تنفيذ عمل معين، و له بداية في تاريخ محدد ، ونهاية في تاريخ محدد.
فالوقت ليس معني مجرد، و إنما يرتبط وجودا و عدما بالحركة، و العمل و النشاط الذي يحدث فيه.
و من هذا التعريف نستطيع القول أن الوقت في حد ذاته ليس مطلق ، فكل عمل له بداية، و له أيضا نهاية ، فكل شئ له سقف معين من الوقت مثل عمر الإنسان،فهى المسافة الزمنية بين لحظة ميلاده، و إنتهاءا” بالوفاة، فحياة الإنسان محدد بهذا الزمن.
** و يمكن أن نستخلص من هذا التعريف للوقت ما يلي:
[1] الوقت يكون محدد بمدة معينةسواء كان قصيرا أو طويلا ،
و لكن له بداية و له نهاية .
[2] الوقت مرتبط بالعمل و الحركة والنشاط .
[3] الوقت ليس مطلق و إنما له سقف محدد ينتهي فيه .
[4] الوقت مسئولية يتعين فيه الإلتزام بالقيام بعمل معين و الإلتزام أيضا بالانتهاء من العمل في وقت محدد.
[ 5] الوقت أحد دائما و ركيزة أساسية للموارد البشرية في منظومة العمل الخططي.
[6] الوقت لا يتلف
و لكن قابل للفقد
و الضياع و الهدر.
[7] الوقت لا يتوقف و لا يمكن إيقافه
و لا يملك قرار إيقافه ولا يمكن تعويضه
و لا إسترداده.
[ 8] الوقت يمكن إدارته و تحديد أولوياته و العمل
علي ترتيب المهام
و إتمامها في أوقاتها المحددة .
[9] هناك فرق بين الوقت و الزمن ، الزمن أعم و أشمل من الوقت ، الوقت مقدار من الزمن و ليس كل الزمن، بينما الزمن مخصص لأمر ما .
[10]هناك فرق بين الوقت و التوقيت، التوقيت هو مصدر وقت مثال ذلك أذن لصلاة المغرب حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة ، أي حان وقت صلاة المغرب ، حسب التوقيت الجغرافي لبلد ما علي سطح الأرض .
و في قوله تعالي :
“و إذا الرسل أقتت” سورة المرسلات آية 11. أي جميع الرسل لهم توقيتات حددها الله تعالي بالرسائل السماوية.
و إذا تطرقنا الي تعريف مصطلحي ،
و معني و مفهوم للوقت في القرآن الكريم ، نجد أن لفظ [ الوقت ] لم يرد في نصوص القرآن الكريم صراحة تعريف محدد له ، و إنما ورد [ الوقت] في القرآن الكريم بإحدي الصورتين الآتيتين:
الصورة الأولي:
[1] جاء الوقت صراحة بصيغة مباشرة و ذلك بمناسبة حدوث وقائع معينة كما ذكر الوقت صراحة في القرآن الكريم عند سؤال الرسول صلي الله عليه و سلم عن وقت قيام الساعة ، فأجاب أن علم قيام الساعة المقدر لها هو علم غيبي ، حجبها و أخفاها الله سبحانه وتعالى عن رسوله صلي الله عليه و سلم ، و لم يخبر بها أحد لا عن وقت قيامها و لا عن كيفية حدوثها، مصداقا لقوله تعالي :
” يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الإ هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم الإ بغتة يسألونك كأنك خفي عنها قل إنما علمها عند الله و لكن أكثر الناس لا يعلمون”
سورة الأعراف آية 187.
[ 2 ] ذكر الله سبحانه وتعالى الوقت صراحة في القرآن الكريم عندما أمر الله سبحانه و تعالي بالسجود لآدم فسجودوا لآدم عليه السلام ، إمتثالا لأمر ربهم ، الإ أن إبليس رفض السجود تكبرا، و عصيانا، و مخالفا لأمر الله سبحانه ،
و تعالي و مخالفا لطاعته ، و حيثيات رفض إبليس السجود هو أن آدم خلق من صلصال من حمإ مسنون و في موضع آخر خلق من طين ، بينما إبليس خلق من نار .
و عقابا لإبليس طرده الله سبحانه وتعالى
و لعنه الي يوم الدين،
و حينئذ طلب إبليس عليه اللعنة أن يمهله الله تعالي الي “حين يوم يبعثون” فأمهله الله تعالي الي يوم القيامة ، كما في قوله تعالي :
“و إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعين الإ إبليس أبي أن يكون مع الساجدين قال يا أبليس مالك ألا تكون من الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون قال فأخرج منها فإنك رجيم و إن عليك اللعنة الي يوم الدين قال ربي فأنظرني الي يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين الي يوم [ الوقت ] المعلوم سورة الحجر آيات أرقام من 28 الي 38.
الصورة الثانية:
فقد ذكر الله تعالي في سياقات متعددة و بصيغ متنوعة أيضا:
[ 1] فقد جاء الوقت بصيغة [ الدهر ] كما في قوله تعالي :
” و قالوا ما هي الإ حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا الإ (الدهر) و مالهم بذلك من علم إن هم الإ يظنون ” سورة الجاثية آية 24.
و في قوله تعالي :
” هل أتي علي الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورة” سورة الإنسان آية 1.
[ 2 ] و جاء الوقت في القرآن الكريم بصيغة [ الآن ] كما في قوله تعالي :
” قال أنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض و لا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قال ( الآن) جئت بالحق فذبحوها و ما كادو يفعلون ” سورة البقرة آية 71.
و كما قال الله تعالي :
” أحل لكم ليلة الصيام الرفث الي نسائكم هن لباس لكم و أنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم و عفا عنكم ( فالآن ) باشروهن و أبتغوا ما كتب الله لكم و كلوا و أشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ” سورة البقرة آية 187.
[3] كما ورد الوقت في القرآن الكريم في صيغة [ الأجل ] :
كما في قوله تعالي :
” فلما قضي موسي (الأجل )و سار بأهله أنس من جانب الطور نارا قال لأهله أمكثوا إني أنست نارا لعلي أتيكم منها بخبر أو جزوة من النار لعلكم تصلون ” سورة القصص آية 29 .
و في قوله تعالي :
” قال الذي بيني و بينك أيما (الأجلين) قضيت فلا عدوان علي” و الله علي ما أقول وكيل ” سورة القصص آية 28.
[4] كما ورد الوقت في القرآن الكريم بصيغة[ اليوم ] و هي كثيرة نذكر منها :
في قوله تعالي :
” (اليوم )أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا فمن أضطر في مخمصة غير متجانس لإثم فإن الله غفور رحيم ”
سورة المائدة آية 3.
كما في قوله تعالي :
إن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصاري و الصائبين من أمن بالله
و ( اليوم ) الآخر
و عمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ” سورة البقرة آية 62.
[ 5 ] كما ورد الوقت في القرآن الكريم بصيغة [ الأمد ]، و ( الأمدي الذي بين بداية و نهاية ) .
كما في قوله تعالي:
” ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتو الكتاب من قبل فطال عليهم ( الأمد ) فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون .” سورة الحديد آية 16.
[ 6 ] كما ذكر الله تعالي الوقت في القرآن الكريم بصيغة [ السرمد ] ( السرمدي ) الذي
لا بداية و لا نهاية له.
كما في قوله تعالي :
” قل أرئيتم إن جعل الله عليكم الليل ( سرمدا) الي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون “. سورة القصص آية 71.
و كما قال الله تعالى:
” قل أريئتم إن جعل الله عليكم النهار( سرمدا ) الي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تبصرون ”
سورة القصص آية 72.
[ 7 ] كما ذكر الله تعالي في القرآن الوقت بصيغة [ الأبد] ( و الأبدي الذي لا نهاية له) و هي كثيرة كما في قوله تعالي :
و الذين أمنوا و عملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها (أبدا) لهم فيها أزواج مطهرة
و ندخلهم ظلا ظليلا ” سورة النساء آية 57.
و في قوله تعالي :
” الإ طريق جهنم خالدين فيها( أبدا) و كان ذلك علي الله يسيرا” سورة النساء آية 169.
و في قوله تعالي :
” قالوا يا موسي إنا لن ندخلها ( أبدا) ما داموا فيها فأذهب أنت و ربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون .” سورة المائدة آية 24.
[ 8 ] كما ورد الوقت في القرآن الكريم بصيغة[ الحين ]:
كما في قوله تعالي:
” فأزلهما الشيطان عنها فأخرجها مما كانا فيه و قلنا أهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع الي ( حين ) ” سورة البقرة آية 36.
و في قوله تعالي :
” إذا عاهدوا
و الصابرين في البأساء و الضراء
و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقين ” سورة البقرة آية. 177.
[ 9 ] كما جاء الوقت في القرآن الكريم بصيغة [ الخلد ]:
كما في قوله تعالي :
” و ما جعلنا لبشر من قلبك ( الخلد ) أفأين مت فهم الخالدون ” سورة الأنبياء آية 34.
و في قوله تعالي :
” فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك علي شجرة ( الخلد ) و ملك لا يبلي .” سورة طه آية 120.
[ 10]ورد أجزاء من الوقت مشيرا بصياغات متنوعة تتعلق بعلاقه العبد بربه سبحانه وتعالى بحيث تشمل جميع نواحي حياته و إرتباطه بأداء الشعائر الدينية كما في الصلاة و الأمثلة كثيرة و منها في قوله تعالي ” و الفجر و ليل عشر ”
سورة الفجر آية 2.
و الضحي و الليل إذا سجي ” سورة الضحى آية 1,2.
” و العصر إن الإنسان لفي خسر ” سورة العصر آية 1,2.
و العشي و الإبكار كما في قوله تعالي ”
و أذكر ربك كثيرا
و سبح بالعشي
و الإبكار ” سورة آل عمران آية 41.
و كما في قوله تعالي ” شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس و بينات من الهدي و الفرقان ” سورة البقرة آية 185.
و ليلة القدر كما في قوله : ” إنا أنزلناه في ليلة القدر و ما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خيرا من ألف شهر ” سورة القدر الآيات من 1,2,3.
و كذلك يوم الجمعة كما في قوله تعالي:
” يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من (يوم الجمعة )فاسعوا الي ذكر الله و ذروا البيع ذلكم إن كنتم تعلمون. ” سورة الجمعة آية 9.
## و إذا ما تطرقنا الي أهمية الوقت في الإسلام نجد أن :
الوقت من أهم النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى للعباد ، و هو أغلي و أثمن ما يملكه الإنسان ، فالوقت من ذهب ، فإذا ضاع أو أهدر فلا يمكن تعويضه ، أو حتي إسترجاعه ، فما مضي من وقت لن يعود ، كما أنه لا يمكن إدخاره لتوفيره في المستقبل .
فالوقت هو الحياة و يرتبط بالعبد في كل نواحي حياته من لحظة ولادته و حتي وفاته.
و قد أنعم الله سبحانه وتعالى علي عباده بنعم عظيمة لا تعد و لا تحصي،
و من ذلك النعم ، نعمة الوقت ، و نجد أن العباد في أشد الإحتياج إليه و لا يمكن الاستغناء عنه.
و قد جاءت الآيات الكريمة في القرآن الكريم لتدل علي عظم النعم ، فقال الله تعالي :
و سخر لكم الشمس و القمر دائبين و سخر لكم الليل و النهار و أتاكم من كل ما سألتموه و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ” سورة إبراهيم الآيتي ،32,33 .
و يتبين من هذه الأيات القرآنية أن الليل و النهار
و الشمس و النهار جميعهم من خلق الله، و مسخرات للعبد ،
و في خدمته لتكون أداة للتسبيح ،
و التحميد في كل وقت ،و في كل حين منذ طلوع الشمس،
و قبل غروبها مصداقا لقوله تعالي :
” و أصبر علي ما يقولون و سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل الغروب ” سورة ق آية 39.
كما جعل الله و تعالي أجزاء من الوقت آية من الآيات الكونية كما في قوله تعالي :
” قال رب أجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام الأ رمزا و أذكر ربك كثيرا و سبح بالعشي و الإبكار ” سورة آل عمران آية 41
و أكد الله سبحانه وتعالى ذلك المعني بقوله تعالي : “و سخر لكم الليل و النهار
و الشمس و القمر
و النجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ” سورة النحل آية 12.
و للأهمية العظمي للوقت أقسم الله سبحانه وتعالى بأجزاء من الوقت في مواضع كثيرة بل جعل الله تعالي أجزاء من الوقت مسميات لهذه السور القرآنية كما رأينا سابقا مثل الفجر ،و ليال عشر ،
و الضحي ،و الليل إذا سجي ،و العصر ،
كما أقسم الله تعالي ، بالليل ،و النهار ،
و الشمس ،و القمر.
## و قد أهتمت الشريعة الإسلامية بالوقت بأن وضعت له نظام محكم في سائر الشعائر الدينية
و أفرد لها ضوابط صارمة و دقيقة لأدائها فى إطار زمني محكم و منضبط ، فإذا ما تطرقنا الي الصلاة ، فنجد أن الوقت يعد هام و يلعب دورا محوريا مصداقا لقوله تعالي:
” إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا” سورة النساء آية 103 ، فلكل صلاة وقتها المحدد ، بتوقيتات لا يسمح بالتأخر عن أدائها في الوقت المحدد ،
و المخصص لها ،
و هو يضع لها أولوية قصوي لحفظ الوقت و له قدسيته في مدي إحترامه و إدارته بضبط دقيق .
و كذلك أهتمت الشريعة الإسلامية بالوقت بسائر الشعائر الدينية كالزكاة ، فقد أوجبت علي المسلمين الإلتزام بالوفاء بأدائها في الوقت المحدد و هو إكتمال الحول الزمني و هو عام ميلادي أو هجري و هي بذلك فريضة سنوية يتم تقديمها في أوجه صرفها حسب ما جاء في الشريعة الإسلامية عند إكتمال النصاب الشرعي المحدد لها .
و ينطبق الحال كذلك علي الفريضة السنوية الأخري التي فرضها الله تعالي علي المسلمين و هي فريضة الصيام فقد جعلها الله تعالي في موعد محدد من كل سنة هجرية و هو شهر رمضان المعظم و قد ذكرها الله تعالي في القرآن الكريم بصيغة ( شهر ) و هو شهر رمضان و ذلك بقوله تعالي:” شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس
و بينات من الهدي
و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه
و من كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر ”
سورة البقرة آية 185.
و في شعيرة الحج فقد وردت في القرآن الكريم بسورة مستقلة بأسمها ، و هي سورة الحج و هي شريعة فرضها الله تعالي علي المسلمين كفريضة سنوية لمن أستطاع الي أدائها سبيلا بحسب القدرة المالية، و الصحية.
و لفريضة الحج منافع كثيرة و محلها هو إتجاهم البيت العتيق بمكة المكرمة ، كما في قوله تعالي : ”
و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و علي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم و يذكروا أسم الله في أيام معلومات .” سورة الحج آية 28.
## و يتضح من العرض السابق ، ثمة إرتباط وثيق بين الوقت و حركة الكون و علوم الفلك ، لذا أهتم العارفين بعلوم الفلك أهتمام بالغ بحركة الشمس ،
و القمر في تحديد الأوقات و التواريخ
و الفصول و قد أثمر هذا الأهتمام بإستغلال هذا الإرتباط بتحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك و رؤية هلال شهر شوال في بداية و نهاية شهر رمضان من كل عام هجري ،
و أيضا في تحديد بدء الصيام و الإمساك في أيام،
و ليال شهر رمضان . و أيضا في تحديد بداية شعائر و مناسك الحج .
و لا نستطيع أن نغفل مدي فضل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أشار للرسول صلي الله عليه وسلم بتحديد بداية العام الهجري كأول تقويم وضعه الإسلام للمسلمين، كنظام قياس الزمن كإشارة قاطعة الدلالة علي بداية إنشاء التقويم الرسمي للدولة الإسلامية في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم بدءا من شهر محرم الهجري و إنتهاءا بشهر ذي الحجة.
## و قد أهتم الرسول صلي الله عليه وسلم في حياته بالوقت غاية الإهتمام و قد وجه المسلمين بعدم ضياعه و إهداره سدى ، و حث المسلمين بالإنتفاع
و الإستفادة بالوقت أقصى إستفادة ممكنة حيث قال صلي الله عليه وسلم ” إغتنم خمسا قبل خمس ” شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، و غناك قبل فقرك ، و فراغك قبل شغلك. و حياتك قبل موتك ”
و أكد علي أهمية الوقت عند سؤال العبد المؤمن يوم القيامة بقوله صلي الله عليه وسلم:
” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، و عن شبابه فيما أبلاه ، و عن ماله من أين أكتسبه ، و فيما أنفقه ، و عن علمه ماذا عمل به ”
و قوله صلي الله عليه وسلم:
” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ ”
و يتضح من ذلك ثمه توجيه نبوي بعظيم المكسب للعبد المؤمن ليدرك قيمة الوقت من خلال إغتنام الفرصة المتاحة له في كيفية التعامل مع الوقت و الإنتفاع به و إستثمار الوقت بالأعمال الطيبة ، و يعرف العبد المؤمن بالنظر و الإهتمام في كيفية قضاء وقته و حرصه في عدم إضاعة الوقت و عدم إهداره و كذلك التركيز فيما ينفع العبد و تنظيم وقته بين العبادة
و حقوق الأخرين
و السعي في طلب الرزق و طلب العلم
و غير ذلك من الأعمال .
## و هكذا نري أن الدين الإسلامي قد أهتم بمسألة الوقت
، كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي أهمية الوقت
و الحرص علي المحافظة عليه
و عدم إهداره.
فالوقت هو الحياة ،
و هو المتحكم الرئيسي في مسار حياة الإنسان لذلك فإن العبد المؤمن الذي ينتفع و يستغل وقته أعظم إستغلال بالأعمال الصالحة يكون ناجحا و سعيدا في الدنيا و الآخرة ، و من أهدر وقته سيصاب بالندم و خيبة الأمل .
و الجدير بالإشارة إليه في هذا المقام أن الإسلام لم يهتم بالوقت فحسب و لم يحث بل ألزم العبد المؤمن بالمحافظة عليه و عدم إضاعته
و ضرورة الإسراع في الإنجاز ، و بشكل دائم بكل ما يتعلق بالعبادات و الشعائر من واجبات و مسئوليات.
و أنوه و هو ما أريد التركيز عليه و هو أن عباد الله أمام الوقت سواسية ، الجميع يملك عمرا واحدا
و مدة محددة و في قسمة عادلة يستوي فيه الجميع ، وإنما الإختلاف للافضل هو في مدي إقتناصهم للوقت و مدي الإنتفاع به و هو ما يطلق عليه في العلوم المعاصرة هو: “حسن إدارة الوقت.”
و مصداقا لذلك ما جاء به في القرآن الكريم الذي حث فيه الله علي دعوة المسلمين جميعا بحسن إدارة الوقت
و الإنتفاع به افضل إرتفاع، كما في قوله تعالي :
” و جعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم و لتعلموا عدد السنين و الحساب و كل شئ فصلناه تفصيلا ” سورة الإسراء آية 12.
و في قوله تعالي: ”
و من الليل فتهجد به نافلة لك عسي أن يبعثك ربك مقاما محمودا”
سورة الإسراء آية 79.
و قوله تعالي:
” كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ” سورة الذاريات آية 17.
و قوله تعالي :
” و بالأسحار هم يستغفرون ” سورة الذاريات آية 18.
و لعل أهم أستغلال العبد المؤمن للوقت أفضل إستغلال هو أن إستثمار أوقاتنا بالأعمال الصالحة يعود أولا بالنفع العظيم لأنفسنا و علي أوطاننا بالخير المبارك و النماء و التقدم للوطن .