طارق فوزي يكتب وجهة نظر السيناريو المتوقع لهجوم رفح

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى 

لا شك أن العالم أجمع يقف علي أطراف أصابعه ،و يحبس أنفاسه في الآونة الأخيرة ، بل في الساعات القادمة، و يطرح سؤال وحيد هل إسرائيل ستقوم بالفعل بهجوم بري ، و ربما جوي علي رفح بحثا عن قادة حماس، و الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدي حماس ، و هي تعتبر آخر محاولة ،و الفرصة التي وصفت بأنها الأخيرة لنتنياهو قبل فوات الأوان ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لمستقبله السياسي كرئيس لحكومة إسرائيل بعد خلع آخر مسمار في نعشه الأخير في منصبه السياسي كمسئوليته عن فشل إسرائيل في حربها ضد حماس في السابع من أكتوبر 2023 ، و فشله أيضا في المفاوضات الجارية مع قادة حماس لإستعادة الرهائن المحتجزين لديها. نأتي للسؤال الهام هل ستقدم إسرائيل علي هجوم رفح رغم الضغوط التي تتعرض لها حكومة نتنياهو علي الصعيد الداخلي في حكومته (اليمين المتطرف) و المظاهرات الجارية في جميع أنحاء إسرائيل مطالبين الحكومة بسرعة الموافقة علي شروط حماس للأفراج عن الرهائن المحتجزين لدي حماس و كذلك الضغوط العالمية سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو مناشدات المجتمع الدولي بعدم قيام الهجوم الإسرائيلي علي رفح خوفا من تنفيذ مذبحة أو بات ما يعرف بإحداث إبادة جماعية للفلسطينين في رفح و البالغ عددهم بمليون و نصف مليون نسمة من المدنيين العزل في منطقة محدودة للغاية تبلغ مساحتها 60 كيلو متر وسط ظروف إنسانية بالغة السوء و إنعدام الرعاية الطبية و نقص الغذاء مما سيعرض المدنيين الي ما تسمي بالمجاعة ، وسط أنقاض المنازل في مدينة رفح و ما تم أكتشافه من مقبرة جماعية من مئات الجثث المجهولة الهوية المدفونة حول مستشفي ناصر . والإجابة علي هذا التساؤل و الخاص بالهجوم المزمع علي رفح بالنفي ،و المتابع للتطورات و ما يلاحظ من تقارير صحفية ووكالات الانباء العالمية و التقارير الصحفية نري أن موقف مصر ممثل في تصريحات و بيانات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ثابت منذ البداية في إرسال رسالة شديدة اللهجة أمام العالم سواء في المؤتمرات و المحافل الدولية و اجتماعات رؤساء الدول متمثلا في تحذير قيام إسرائيل بأي هجوم علي رفح منعا من ضياع القضية الفلسطينية هذا من الناحية السياسية و منعا من إحداث مذبحة بشرية للمدنيين العزل في رفح المقيمين في خيام في مساحة ضيقة ،كما صرح السيد الرئيس أن قيام إسرائيل بهذا الهجوم سيعرض المنطقة بأكملها الي حالة عدم استقرار إقليمي و تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط مما سيعرض هذه المنطقة لتدخلات خارجية مما يعرض هذه المنطقة الي حرب شاملة إقليمية كبري . و نجد آخر التقارير الواردة نري و علي لسان مسئول أمريكي رفيع المستوي أن إسرائيل دمرت قطاع غزة بالكامل و قتلت الكثيرين من شعبها بلغت ما يقرب من ثمانية و ثلاثون ألف شهيد و جرحي بالآلاف و الكثير منهم من مقاتلي حماس كانوا متواجدين في خان يونس و دمرت المدينة بالكامل بحثا عنهم و لم تجدهم معتقدين أن قادة حماس و الرهائن أو ما تبقي منهم ربما مختبئين في مدينة رفح و أنفاقها و هي آخر معاقلهم في قطاع غزة بالكامل . كما أن المتابع للأحداث الجارية في العالم نجد أن المظاهرات الإحتجاجية بدأت في الإنتشار في العالم كالنار في الهشيم في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية و في أوروبا و تحديدا في فرنسا و أزدادت حدة الإحتجاجات الطلابية داخل الحرم الجامعي في العديد من الجامعات في أمريكا و أوروبا و أستراليا ، و ذلك تضامنا مع الشعب الفلسطيني و لم يكتفي الوضع الملتهب علي الإحتجاجات الطلابية بل أمتد ليشمل أعضاء هيئات التدريس في تلك الجامعات مما يهدد التأثير علي رأي المجتمع الدولي . و ذلك بعد أن رأي الطلبة تجاهل العالم نحو الإشارة الي إدانة حرب إسرائيل و ترسانة الأسلحة الإسرائيلية و بشاعة مشاهد الجثث و الأطفال و الشيوخ و النساء و آثار الدم في كل مكان و آلة الحرب التي تضرب ببشاعة علي مرئ و مسمع المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا للوقف الفوري للحرب أو حتي الإدانة لما ترتكبه إسرائيل من مذابح داعمين لها بصورة مستفزة ، و لعل الأسباب الحقيقية للزيادة الكبيرة و تصعيد وتيرة المظاهرات الاحتجاجية الطلابية في بعض جامعات العالم و في الولايات المتحدة يوما بعد يوما هو أن الطلبة و هيئة التدريس لهذه الجامعات لديهم قناعة قوية بأن لا أعذار و مبررات للدعم المطلق لإسرائيل في حربها ضد شعب أعزل فإن المبررات التي اطلقتها إسرائيل منذ بداية الحرب علي حماس و التي أستمرت 7 شهور متتالية لم تعد قائمة و لن تكون الي مالانهاية و هي ذريعة حق إسرائيل في استعمال حق الدفاع الشرعي ضد حماس ، فهذا الحق و أن إستمر لن يعطي الحق في القتل و التشريد و العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، و تم تنفيذ مذابح جماعية بدم بارد بلا شفقة أو رحمة بل كان علي سبيل الإنتقام و التشفي و دون إنسانية و لن يتوقع أحد متي و كيف يتم الوقف الفوري للحرب من جانب إسرائيل. و في مصر فإن الانطباع السائد لدي القيادة السياسية أن إسرائيل لن تدخل رفح لأنها تعلم جيدا أنها لو دخلت سيفلت منها زمام الأمور بين إسرائيل و مصر و العالم و الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من إقتحام رفح لأن مصر لن تسمح بذلك و ستصبح العلاقات الإسرائيلية المصرية علي المحك و يصبح إتفاق السلام المصري الإسرائيلي المعروف بكامب ديفيد ملغي و النتائج المترتبة عليه مجرد حبر علي ورق . و الجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أرسل رسائل تحذيرية شديدة اللهجة بعدم الدخول في إستفزاز القوات المسلحة أو اللعب بالنار لأن شخصية السيد الرئيس لا أحد يتوقع ردود فعله علي الأطلاق و لا يتوقع ماذا يفكر و كيف يتوقع خطواته القادمة و الخطوط الحمراء التي رسمها ولم يحيد عنها كما حدث في رسم الخطوط الحمراء في سرت بليبيا و الرسالة التي أطلقها أيضا في سد النهضة بأثيوبيا معلنا أن لحظة السكوت و ضبط النفس قد أوشكت بالفعل علي النفاذ و لن يتوقع الجانب الإسرائيلي رد فعل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في حالة إقتحام رفح و تجاوز الحدود المصرية في محور فيلادلفيا و هي بداية الحدود المصرية طبقا لأتفاقية السلام المبرمة مع إسرائيل و إن القيادة العسكرية الإسرائيلية علي يقين بأنها تعمل ألف حساب للجيش المصري و عدم الدخول في عواقب وخيمة أو الدخول في حسابات معقدة قد تجبر مصر علي إتخاذ إجراءات و قرارات أحادية كالتدخل العسكري المباشر للجيش المصري في حالة حرب ضد القوات الإسرائيلية بالإضافة الي تجميد إتفاقية السلام مع إسرائيل و بالقطع سيتم قطع العلاقات المصرية مع دولة إسرائيل الي جانب الموقف الإنساني للشعب الفلسطيني المأسوي الذي سيجد نفسه محصورا أمام القوات الإسرائيلية في رفح بلا حول و لا قوة له مما يجعل الموقف السياسي أكثر تعقيدا و حينئذ ستتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط علي إسرائيل للتراجع قبل أن تتفاقم الأحداث في منطقة الشرق الأوسط و أنا علي يقين و أكاد أجزم أن الجميع لا يريد الوصول لهذا السيناريو الذي سيؤدي التي إقتلاع بنيامين نتنياهو عن سدة الحكم في الحكومة الإسرائيلية و سيذهب كما ذهب أسلافه القدامي جولدا مائير و شارون و مناحم بيجين و غيرهم إلي مزبلة التاريخ . أطمئن يا شعب مصر من قواتكم المسلحة فهي تقف خلف القائد الاعلي للقوات المسلحة ورئيس مصر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوجيهاته بأن تكون علي أتم استعداد لكافة السيناريوهات للدفاع و حماية الأمن القومي المصري في حدوده الشرقية من أي تهديدات أو مخاطر إن شاء الله. حفظ الله مصر و ينصرها الله نصرا عزيزا في حماية تراب مصر تحيا مصر تحيا تحيا مصر.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock