جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير
وجدى وزيرى
الصلاة ركن أعظم من أركان الإسلام وعظمه لأنها الفريضة الوحيدة من فرائض الإسلام التي فرضها الله تعالى من فوق سبع سموات فى رحلة عروج النبي صل الله عليه وسلم إلى السماء ، فرضها الله خمس فى العمل وخمسون فى الأجر بعدما سأل النبي ربه تعالى التخفيف عدة مرات.
فالصلاة ذات قدر عظيم عند الله تعالى ، فهي صلة بين العبد وربه سبحانه وتعالى ، والنبي صل الله عليه وسلم ، كان إذا حزبه أمر يهرع إلى الصلاة ودوما ما كان يقول لبلال أرفع الآذان ، أرحنا بها يا بلال ، أما الآن فيقول القائل الذي في قلبه رياء ، أرحنا منها أيها المؤذن ، اغلقوا مكبرات الصوت ، اذنوا للصلاة بالسماعات الداخلية ، أقروا القرآن الكريم فى السماعات الداخلية هناك مرضى فى البيوت ، وأطفال نائمون وطلاب يذاكرون ، نعم نعلم ذلك ولكن أقول لكل هؤلاء وأولئك هل اغلقتم التلفاز ، هل أغلقت الإنترنت ، هل توقفتم عن سماع البرامج التليفزيونية ، هل قمتم إلى الصلاة وهرعتم لأدائها في مواقيتها ، كلا بل ران على قلوبهم ما كان يكسبون.
يقول النبي صل الله عليه وسلم ، الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين.
ويقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة يقصد أهل الكتاب.
ويقول النبي عن الطهارة فى الصلاة ، فى الوضوء طهارتان ، طهارة حسية وطهارة معنوية أما الطهارة الحسية طهارة الجوارج وطهارة البدن ، يقول أرأيتم لو أن باب أحدكم نهر يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل سيبقى من درنه شئ ، قالوا لا يا رسول الله ، قال هكذا الصلاة.
ويقول النبي صل الله عليه وسلم ، أول ما يحاسب عليه المرء الصلاة فإذا صلحت صلحت سائر الأعمال.
أما الطهارة المعنوية فهي طهارة النفس وتزكية الروح لتصفو وإذا ما صفت حلقت في عالم الملك والملكوت ، وكذا تطهير للنفس من أوزارها وادرانها فالنفس دوما ما تأمر صاحبها بالسوء ، أفعل كذا وكذا وتحرض صاحبها على إتيان الموبقات من غيبة ونميمة فتأتي الصلاة لمحو كل هذه الآثام والذنوب لحديث النبي صل الله عليه وسلم ، الصلاة إلى الصلاة والجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهم إذا ما اجتنبت الكبائر.
نعم ثم انظروا إلى قوله تعالى واعتبروه جيدا ، ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات).
ثم أنظر أخي الكريم إذا كانت لك حاجة عند الله تطلب منه أن ييسرها لك ، تهرع لصلاة قضاء الحاجة أو إذا حيرك أمر ولم تستطع إتخاذ قرار فيه ، تهرع إلى صلاة الاستخارة ، وإذا أمتنع سقوط المطر وجدبت الأرض وجف الضرع ومات الزرع علمنا الرسول الاكرم صلاة الاستسقاء ، بل وعلمنا كيفية الصلاة فى الحرب ، والصلاة فى الخوف ، وصلاة الكسوف والخسوف ، كل ذلك فى الصلاة لماذا لأنها نعمة من الله تعالى ولا تسقط على المسلم بكفارة بمعنى ليس ثم كفارة للامتناع عن أدائها.
يقول الرسول صل الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاث النائم حتى يستيقظ ، والمجنون حتى يستفيق ، والميت.
أما النائم فلا حجة له فى ترك الصلاة فمع تقدم العصر ووسائل الاستيقاظ تملأ الدنيا ، زوجات النبي عندما كن يتأخرن عن الاستيقاظ كان ينضح في وجوههن الماء حضرة النبي ، فلا تجعلوا رؤوسكم ورؤوس من تعولون تتثاقل عن أداء الصلاة واجعلوا لبيوتكم نصيبا من صلاة النوافل والسنن واحرصوا على صلاة الجماعة قدر استطاعتكم ففي صلاة الجماعة الخير كله ، ومن خيراتها عمارة المساجد ، ألا إن بيوت الله فى الأرض المساجد ألا إن غمارها زواجها وحق على المزور أن يكرم زائره ، ومن خيراتها وبركاتها الإجتماع بالأحبة من الإخوة المصلين ، والاجتماع بالمحبوب الذي نرجو جميعا رضاه الله سبحانه وتعالى ، أليس عندما نرفع يدينا بالتكبير تعظيم لله سبحانه أليس هذا اجتماع ، أليس عندما نقول الحمد لله اجتماع ، وعندما نقول رب العالمين اجتماع ، وعندما نقول اهدنا الصراط المستقيم اجتماع وعندما نؤمن ونقول آمين جماع الاجتماع به ، أليس سجودنا بجوارحنا وقلوبنا وأرواحنا وافئدتنا إجتماع ، أليس الخشوع اجتماع بالحبيب ففي حضرته البقاء والصفاء والبهاء والجلال ، ألسنا فى صلاتنا فى مساجدنا وهو تعالى فى قضاء حوائجنا.
أليست الصلاة جامعة لكل أركان الإسلام ، ففي صلاتنا نشهد للإله بالوحدانية والعبودية والربوبية ، وفيها الزكاة نزكي ببعض وقتنا لله تعالى ونتجه إلى بيت الله الحرام تجاه قبلتنا المباركة أليس هذا حج.
فينبغي علينا أدائها على الوجه الذي يرضيه عنا ، فكان على عندما يدخل المحراب ترتعد فرائسه ويشحب لونه ويبكي ويقول عندما أدخل الصلاة أعلم أن الله فوقي وملك الموت خلفي والكعبة أمامي والجنة عن يميني والنار عن يساري.
وهكذا سيدنا أبو بكر كان عندما يدخل فى الصلاة لا أحد يستطيع سماعه من شدة بكائه.
وحتى رسولنا الكريم ، كان كثير الجلوس إلى أزواجه وعندما ينادي بلال للصلاة ستغير وجهه ويتركهم وكأنه لا يعرفهم ولا يعرفونه ، وكذلك الصحابة رضى الله عنهم عندما يسمعون المؤذن فلا شئ أكبر من نداء الحق.
أما الآن فحدث ولا حرج من يؤخرها عن مواعيدها ومن يجعل الصلوات تتراكم على بعضها ومن يضيعها بالكلية منكرا إياها ، ومن يغفل عنها وحجته مشغول ، أقول لمن ينشغل عنها ترد عليك الصلاة قائلة شغلك الله بحالك كما انشغلت عني.
الآن بيوت الله خاوية على عروشها اللهم إلا عدد بسيط من الناس ومعظمهم من كبار السن ، أما الشباب يفترشون الشوارع عابثين لاهين اخترمتهم الدنيا ، غرتهم صحتهم وشبابهم عن أداء التكليفات الشرعية علما بأن النبي صل الله عليه وسلم قال اغتنموا خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ، صحتك قبل سقمك ، فراغك قبل شغلك.
وقبل أن اختتم حديثي أذكر بقول الله تعالى (فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة فسوف يلقون غيا)
وأيضا (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)
فالصلاة طهارة ، الصلاة خشوع ولين للقلوب ، الصلاة استغفار ، الصلاة مناجاة ، الصلاة محبة ، الصلاة طمأنينة وسكينة وصحة للابدان ، الصلاة معانقة أهل الأرض لأهل السماء.
واذكر بالحديث القدسي سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله. منهم رجل قلبه معلق بالمساجد ينتظر الفرض فيهرول مسرعا لأدائه.
وأذكر بقصة الرجل الصالح الذي وافته المنية قبيل صلاة العصر ودفن ما بين العصر والمغرب وقت اصفرار الشمس واتاه الملكان ليسألها فقام فزعا فاتتني صلاة العصر ظنا منه أنه لا يزال على قيد الحياة فما من الملكين إلا أن تركوه قائلين نم يا عبد الله إلى يوم الله عشت محافظا عليها ومت محافظا عليهم.
نعم أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ، من يا رب أولئك المحافظون على صلواتهم المداومون عليها.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.