سد النهضة التوراتي الاثيوبي

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير

وجدى وزيرى 

كتب : د احمد الطنانى

لم يستوعب البعض حقيقة إن موضوع سد النهضة موضوع قديم ،
له جذور تاريخية سحيقة عبر القرون ،
تعود إلى أوراق التوراة الصفراء المحرفة ، عبر فكرة تمكنت تماما من العقل الصهيوني عبر التراث التوراتي ، تتلخص في إيصال مياه نهر مصر المقدس إلى أرض أورشليم المقدسة ، تبعا لما يعرف بالعطاء الإلهي لسيدنا إبراهيم في تفسيراتهم
.
إن علاقة أمريكا بإسرائيل أكثر من علاقة خاصة، فهي علاقة متأصلة في وجدان وأخلاق و ديانة
ومعتقدات الشعب الأمريكي نفسه ، إننا نتقاسم معكم تراث التوراة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.
بداية القصة في العصر الحديث تعود إلى العام 1903 ، حين تقدم تيودر هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية
بطلب رسمي إلى الحكومة البريطانية ،
طلب فيه حكومة لندن بالعمل على إيصال مياه النيل إلى أرض فلسطين ، بحجة وجود فائض من مياه النهر يصب في البحر المتوسط دون إستغلاله
من قبل رجال الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس

في أغسطس من نفس العام ، عقد في لندن آخر مؤتمر للحركة الصهيونية يحضره هيرتزل قبل وفاته ،
وثائق المؤتمر السادس وثقت مناقشة نقاط شديدة الخطورة ،
منها الأهمية الدينية الفائقة لشبه جزيرة سيناء المصرية في التوراة ، و اكدت على أهمية توطين التواجد اليهودي الصهيوني في شرق أفريقيا ، لاسيما في أوغندا وأثيوبيا و كينيا ، لتحكم تلك الدول في مسار النهر المصري المقدس.
بعد حرب يونيو 1967 ، خرجت تصريحات خجولة متناثرة من شخصيات إسرائيلية ذات ثقل مثل إيجال ألون و ليفي اشكول ، تلمح إلى حلم وصول مياه نهر النيل إلى قلب إسرائيل ،
وفي مباحثات كامب ديفيد ، وثق هنري كسينجر رفض الرئيس السادات التفاوض نهائيا حول تلك النقطة
انفتحت بوابات الجحيم على مصراعيها من العام 1979 ، و بدأ الموساد يعمل بقوة و شراسة من خلال عملائه على إشعال الموقف في كل دول منابع النيل ، و دخل مخطط تقسيم السودان و إضعافه حيز التنفيذ على يد الثنائي الإخواني حسن الترابي و عمر البشير و عميل الموساد جون قرنق.
و كانت المحاولة الفاشلة لإغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في يونيو 1995
في العاصمة الأثيوبية أديس بابا ، هى محاولة جديدة لإشعال الفتنة بين مصر و الشركاء من دول حوض النيل ،
و كان هدفها إغتيال مبارك وإشعال حرب عسكرية بين مصر و أثيوبيا ، و العمل على إحداث صدام دموي بين الدولة و الجماعات الإسلامية على غرار أحداث أسيوط 1981 عقب إستشهاد البطل محمد أنور السادات.
تغيرت المعطيات تماما بعد مؤامرة يناير 2011 ، و تفجر الوضع الداخلي في مصر بشكل غير مسبوق و تكالبت كل الضباع النجسة عليها ، و بدأت أثيوبيا بناء السد فعليا في مارس 2011 ، و توالت الأحداث سريعا من نكتة وفد الدبلوماسية الشعبية الساذج ، الذي سب بلده و سخر منها في أديس بابا ، و الصق كل موبقات العصر بالرئيس مبارك و اللواء عمر سليمان ، و نال الوفد مدحا أسطوريا من محمد البلتاجي عبر منصات يسري فودة و ريم ماجد و منى الشاذلي ، ثم كانت الطامة الكبرى بوصول مندوب الجماعة محمد مرسي العياط إلى حكم مصر.
الشامتون من الإخوان و السلفيين من أصحاب العقول المريضة
و النفوس الكارهة الحاقدة ، يتناسون دوما فترة مرسي عند حديثهم عن قصة السد ،
مرسي تم إستقباله بشكل مهين في زيارته لأثيوبيا ، ليعود للقاهرة ،
و يعقد مؤتمرا صحيفا ، ليهون فيه من آثار السد على مصر متحدثا بسذاجة مطلقة كعادته ،
ثم كانت كارثة المؤتمر الهزلي الكوميدي ،
الذي تمت إذاعته على الهواء مباشرة بحضور مرسي ، و نخبة من جهابذة مصر من أمثال أيمن نور و مجدي حسين و باكينام الشرقاوي. تحميل نصوص الكتاب المقدس ما لا تحتمل ، أدت إلى سيطرة فكر توراتي على عقول أصحاب القرار في الولايات المتحدة
جريس هالسل مؤلفة كتاب النبوءة و السياسة.
مرة أخرى
مصر سوف تهزم الحلم التوراتي مجددا بإذن الله كما فعلنا في مؤامرة الربيع العربي
وعلى الباغي تدور الدوائر

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock