زيارة رمضانية إلى مسجد السلطان المؤيد شيخ بأول شارع الغورية إمتداد (شارع المعز لدين الله الفاطمي) بجوار باب زويلة.

هذا المسجد من أكبر وأضخم المساجد فى القاهرة بل أنه تحفة فنية معمارية رائعة، فبدءاً من باب المسجد : فهو في الأساس باب مدرسة السلطان حسن ولكن “المؤيد” قد اشتراه مع تنور نحاس ليضمه للمسجد، وبعد الدخول من بوابة المسجد الضخم يوجد ضريح “المؤيد”، والى جواره ضريح لأبنائه.
وعند الدخول من باب المسجد الرئيسي نجد على اليسار سبيل للمياة

من هو السلطان المؤيد شيخ ؟

*هو “السلطان المؤيد شيخ” الظاهري أحد حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسة قدم من الشام إلى القاهرة وعمره 12 عام وكان ذكياً جميل الصورة فعينه السلطان فرج بن برقوق فى الحرس السلطاني ثم جعله أميراً للحج ثم أرسله السلطان برقوق للشام لإخماد حركة تمرد فأخمدها وعاد إلى مصر منتصراً .. ولكنه سجن عندما قام الأمير ( منطاش ) بخلع السلطان برقوق وبإعتباره أحد أهم رجاله .. المهم تم سجنه فى خزانة شمائل أحد أبشع سجون القاهرة فى ذلك الوقت.

* المسجد موجود في منطقة السكرية بمنطقة الدرب الأحمر التابعة لحي وسط القاهرة، وكان موقع المسجد في الماضي سجن بيعرف باسم “خزانة شمائل” سُجن فيه المؤيد شيخ مدة من الزمن لأسباب اختلف حولها المؤرخين، فنذر إلى الله إنه لو نجا من محنته وخرج من السجن بالسلامة هيبقى مكانه مسجد، وده اللي حصل فعلًا!
للمسجد أربع حدود، بيطل حده الجنوبي الشرقي على شارع المعز لدين الله وبه الواجهة الرئيسية والمدخل، وبيطل حده الشمالي الشرقي على شارع الأشرقية، وحده الشمالي الغربي فيه الميضأة ومساكن الطلبة، وحده الجنوبي الغربي بيطل على شارع تحت الربع، أما الزاوية الجنوبية للمسجد فهي متداخلة مع البرج الغربي لباب زويلة.

* بسبب الأهمية التاريخية للمسجد، تم تزيين وجه العملة الورقية المصرية فئة 100 جنيه برسم لمنارتي المسجد إللي فوق باب زويلة في إصدارات قديمة كانت بتطبع خلال الفترة من 1 مارس 1921 إلى 3 أبريل 1945

* مساحة المكان المخصص للصلاة في المسجد حوالي 2750 متر مكعب، .. بدأ بناؤه سنة 1415م بأمر السلطان المؤيد أبي النصر سيف الدين شيخ بن عبد الله المحمودي المسجد لسة تحت الإنشاء، وانتهى العمل بها في رمضان 1421م ويتكون جامع السلطان المؤيد من صحن في الوسط مفتوح ومحاط بأربعة أروقة، أكبرها وأعمقها هو رواق اتجاه قبلة الصلاة، وجدرانه مغطاة برخام ملون إلى مستوى المحراب وهذا الرخام مطعم بقطع هندسية من الصدف .

أما المئذنتان فقد بنيت فوق برجي باب زويلة، وكل منهما في ثلاثة مستويات محفورة ومزركشة .. وللمسجد أربع واجهات، والشرقية منها هي الرئيسية؛ ويوجد المدخل الرئيسي عند نهايتها الشمالية وله سلم مزدوج وباب شاهق الارتفاع مكسي بالرخام.
أما قبة الجامع فنصل إليها عن طريق باب على يسار دركاة المدخل، وهي مبنية بالحجر وأرضيتها من الرخام الملون .. يوجد عمودان باللون الأحمر ويأتي كلًا منهما حاملي تيجان عربية مطلية بالذهب، كما يوجد منبر كبير مزخرف ولكن إختفت أجزاء كبيرة منه.

عمليات الترميم
تعرض المسجد إلى أضرار سريعة على عكس المساجد التي تم بنائها في مثل هذا العصر، وكان سبب ذلك وهو هجوم المسجد من قبل عمر باشا حاكم مصر .. حيث أمر عمر باشا الجيش بضرب المسجد باستخدام المدافع، حتى يتمكن من إخراج الموجودين بداخله من الفاسدين .. بعد ذلك قام أحمد باشا بتعمير المسجد كما جدد المسجد إبراهيم خادم فقراء كلشني.
وصل المسجد إلى حالة خراب سيئة جدًا في القرن الـ 19.
تم تجديد المسجد في عصر الخديوي إسماعيل من قبل وزارة الأوقاف كما تم تجديد الواجهات التي تعرضت إلى خراب.
كانت القبة بحاجة إلى الإصلاح وكذلك الوجهات الثلاثة كانت مهدمة بشكل شبه كامل والمنارتان الموجودة في المسجد كان الجزء العلوي منها غير موجود.
قامت اللجنة الخاصة بحفظ الآثار العربية بحفظ ما تبقى من المسجد وبعد ذلك تولت وزارة السياحة والآثار الصيانات الدورية إلى أن جاءت مؤسسة الأغاخان الثقافية بعمل مشروع ترميمى كبير للحفاظ على محتويات المسجد الثمينة والنادرة.
*******
نقل وإعداد لحق المعرفة بثقافتنا الإسلاميى من خلال بناء المساجد المعمارية العملاقة بمفرداتها الزخرفية المتنوعة وصاحبة الحرفية المتناية الدقة.
مع تحياتى: فاروق شرف.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock