حوار مع نزار قباني

واانزاراه … 
شذا نصار

قال نزار
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
قلت
: أنهكتني عروبتي يا نزار
قال
فهل العروبة لعنة وعقاب ؟
قلت :
أنا منها حتى ولو الأمل فيها خاب
ا قال
أمشي على ورق الخريطة خائفا
فعلى الخريطة كلنا أغراب
قلت
أي خريطة يا نزار .. لقد بدأ تمزيق التراب
قال
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد … لكن ما هناك جواب
قلت
تُطحن الفصحى بين الدارج و الإغراب
قال
لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب
قلت
تحت العباءة يقطن واحد من الأغراب و
مازال قلة منهم يجيدون قواعد الإعراب
قال
أنامتعب … ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب ؟
قلت
مزقت أوراقي في غزة وكل صفحات الكتاب
قال
حزني بنفسجة يبللها الندى
وجه الحقيقة ما عليه نقاب
قلت
أحزاننا تاهت بين الجريمة و العقاب
أيسلم الجاني ويُعدم الأحباب؟
قال 
فإذا صرختُ بوجه من أحببته
فلكي يعيش الحب و الأحباب
قلت
اصرخ ليعلو صراخك على العالم الكذاب
قال
و إذا قسوت على العروبة مرة
فلقد تضيق بكحلها الأهداب
قلت
بل إن العالم كله تعيث فيه الذئاب
قال
فلربما تجد العروبة نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهاب
قلت
لو أنها ستمطر لرأيت الغيم على الأبواب
قال
ولقد تطير من العقال حمامة
ومن العباءة تطلع الأعشاب
قلت
يا ليت ذلك يا نزار وهل بعد قتل الأطفال ارتياب؟
قال
أحمد الله مت قبل هيجان الذئاب
و تكالب صهيون على الرضيع و أمه
في خيمة ممزقة مبللة التراب
قلت
وانزاراه … واانزاراه 
شذا نصار

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock