تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وبإشراف الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، عقدت لجنة الإعلام ومقررها الدكتور جمال الشاعر بالتعاون مع لجنة تطوير الإدارة الثقافية وتشريعاتها، ومقررها الدكتور سعيد المصري، مائدة مستديرة بعنوان: “المكاتب الإعلامية والثقافية في الخارج بين الواقع والمأمول”، بالمجلس الأعلى للثقافة.
تدير المائدة: الدكتورة راندا رزق، أستاذة الإعلام التربوي بجامعة القاهرة وعضو لجنة الإعلام بالمجلس.
وتحدث فيها كل من:
الدكتور أحمد بهاء الدين خيري، المستشار الإعلامي السابق في طوكيو وعضو لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري.
السيد الهادي، المستشار الإعلامي السابق في كندا.
أنس الوجود رضوان، الكاتبة والإعلامية وعضو لجنة الإعلام.
الدكتور حامد عيد، المستشار الثقافي بدولة المغرب سابقًا ومقرر لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري.
الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومقرر لجنة تطوير الإدارة الثقافية وتشريعاتها.
طارق الطاهر، رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة وعضو لجنة تطوير الإدارة الثقافية وتشريعاتها.
السفير الدكتور عزت سعد، سفير مصر السابق في روسيا.
الدكتور محمد عبد الدايم، مساعد وزير الثقافة للمشروعات التنموية والاستثمارية وعضو لجنة تطوير الإدارة الثقافية وتشريعاتها.
أشارت الدكتورة راندا رزق في بداية اللقاء إلى أن هناك عددًا من التحديات تواجه أي مسئول دبلوماسي خارج بلاده، ومن هنا يأتي دور القوة الناعمة، وعليه فإن المكاتب الثقافية لها دور كبير في تعزيز صورة مصر في عيون العالم.
وأوضح الدكتور أحمد بهاء الدين خيري أن المكاتب الثقافية تمثل بؤرة للعلاقات الدبلوماسية بين الدول، وتمثل مصر ركيزة لها أبعاد خاصة، فعندما تُذكَر مصر يذكر في الخلفية أنها أم البلاد، ودورها حيوي وحاسم في قضايا قلب العالم.
كما ألمح إلى أن هناك خطوط فاصلة في طبيعة عمل الدبلوماسي، فعملية التمثيل الثقافي لها خصوصية، وينبغي أن يكون طرح الرؤى محددًا، لا مرتجلًا، مؤكدًا مدى أهمية الجاليات المصرية وما تشغله من مراكز نفوذ في كثير من البلدان، مثل كندا التي عمل بها.
وتساءل السيد الهادي عن الدور الذي يلعبه الإعلامي في مكاتب التمثيل الإعلامي؟ مشيرًا إلى أن الفكرة قديمة جدًّا، مستشهدًا بطلب سيدنا موسى من الله سبحانه وتعالى أن يجعل أخاه هارون متحدثًا إعلاميًّا له.
وأشار الهادي أن المكاتب الإعلامية في مصر بدأت قبل حتى تأسيس الهيئة العامة للاستعلامات. وأوضح مدى أهمية وجود مكاتب تمثيل إعلامي لمصر في مدن مثل مدريد وروما وداكار، وغيرها. وأكد أن تكلفة وجود مكاتب إعلامية مصرية في بلاد مختلفة أقل من تكلفة إلغائها، لأن البديل شركات خاصة تؤدي الدور بلا حماس، ولا انتماء.
مختتمًا كلمته مؤكدًا العبارة التي بدأ بها كلامه: “المدافع الأول عن صورة مصر في الخارج هي صورة مصر في الداخل، وقبل أن تخبرني عن عدد الأعين التي تتلصص عليك أخبرني بعدد الثقوب في جدار منزلك!”.
وتحدثت الكاتبة الصحفية أنس الوجود رضوان عن تجربتها وبرنامجها “وصال” الذي سافرت معه إلى عشرين دولة، مؤكدة أن المستشار الثقافي له دور كبير، ولكن مصر حاليًّا بحاجة إلى جهود مكثفة من جميع المصريين للرد على من ينشر الأكاذيب هنا وهناك، وتحسين صورة مصر خارجيًّا.
وأشار الدكتور عزت سعد إلى أن من المسلمات أن السياسة الخارجية والمكون الثقافي لها في منتهى الأهمية، فما يحدث خارجيًّا هو انعكاس للداخل، فجزء من عمل المستشار الثقافي يبدأ بالمحددات التي يعمل من خلالها في بلده قبل ترشحه لتمثيل بلاده في إحدى الدول، وأشار إلى مدى اعتزازه بإطلاق مهرجان الأقصر الدولي للسينما الإفريقية، في دورتيه الأولى والثانية في أثناء توليه محافظًا للأقصر.
وتحدث الدكتور حامد عيد عن تجربته كمستشار ثقافي في المغرب، وأوضح أن دور المستشار الثقافي يأتي امتدادًا لثقافته وعلمه في بلده، ومشيرًا إلى الحراك الثقافي الذي تم أثناء توليه ذلك المنصب.
وتساءل الدكتور سعيد المصري عن مدى أهمية دور المستشار الثقافي والإعلامي، مفرقًا بين العمل الدبلوماسي ونظيره الثقافي، ومؤكدًا أن المثقف يتحدث بحرية مطلقة في حين تميز الدبلوماسي بالتقيد الشديد، ما يجعل الموضوع صعبًا، وموضحًا أن القوة الناعمة هي قدراتنا في مجال الثقافة والفنون والحضارة التي تجعل لنا جاذبية بين الدول.
وتساءل طارق الطاهر عن أهمية وجود تمثيل ثقافي وإعلامي لمصر بالبلدان المختلفة، موضحًا أن المجلس الأعلى للثقافة كان يشارك من قبل في اختيار المستشارين الثقافيين.
وتحدث الدكتور محمد عبد الدايم عن ذلك النموذج الجديد الذي نحتاج إليه لتمثيل مصر في المكاتب الإعلامية والثقافية في الخارج، ومشددًا على أن يكون ذلك جزءًا من رؤية الدولة، فمكون الثقافة هو مكون مهم، فمصر مثلما ذكر الوزير الأسبق فاروق حسني؛ ليست دولة بترولية ولا صناعية، وإنما هي دولة حضارية، فعلينا أن نفكر كيف نقدم هذا المنتج ونسوق له؟
وعقَّب الدكتور هشام عزمي على اللقاء، مشيرًا إلى أهمية الدبلوماسية الثقافية، وكيفية انتشارها، ومؤكدًا أن من يتولى مسئولية العمل كملحق ثقافي أو مسئول مكتب إعلامي مصري في إحدى الدول، فهو شخص محظوظ، لأنه يأتي بإرث ثقافي وحضاري وفني غير مسبوق، وهذا ثابت تاريخيًّا في الوثائق، فهو يحظى بدعم لا يتوافر للآخرين، وأعرب عزمي عن أمله في أن تعد وزارة الثقافة نموذجًا يدخل في إطار التدريب والتأهيل في الأكاديمية الوطنية للتدريب، ومشيرًا إلى أهمية دور الجاليات المصرية جنبًا إلى جنب الملحق الثقافي في أي بلد. ومؤكدًا دور الأجيال الثالثة والرابعة من أبناء تلك الجاليات، والذين يستطيعون أن يكونوا سفراء لمصر أمام العالم.