الهامى سمير
اللى فى الصورة ده يبقى واحد من أشهر خواجات السينما المصرية.. والحقيقة إنك لما تسمعه هتقول ده خواجة.. ولما تشوف صوره هتقول ده خواجة.. ولما تتفرج على الأدوار اللى قدمها هتقول إنه خواجة ابن خواجة.. لكن المفاجأة أنه مكنش خواجة ولا حاجة.. وعلشان الحق يعني .. هو نص خواجة بس..
اللى فى الصورة يبقى الفنان علي عبدالفتاح جوهر.. اللى اتولد يوم 8 سبتمبر 1924 في لندن.. لأب مصري شغال مهندس والكل بيشهد له بالكفاءة وأم بريطانية أغلب الظن أنها مكنتش بتشغل.. وكانت ست بيت متستتة..
علي عاش الفترة الأولى من طفولته فى لندن .. اتعلم لغتهم جنب لغته العربية.. وفى نفس الوقت اتعلم عاداتهم.. وعلشان كده لما كان بيجي مصر فى الاجازات كان الكل بيعاملوا على أنه خواجة صغنن..
شوية بشوية بدأ على يكبر .. ومعاه بتبكر أحلامه وأهمها أنه يبقى مذيع مشهور والكل يشاور عليه وهو ماشي فى الشارع ويقول المذيع الجامد أهه.. وعلشان كده كان بيفضل يقلد فى المذيعين اللى بيشوفهم فى لندن.. ويستنى اليوم اللى الحلم هيتحول فيه الى حقيقة ويبقى واحد منهم.. لكن اللى حصل عطل الحلم وأجل تنفيذه..خصوصا بعد ما الاب قرر أنه ياخد اسرته ويرجع مصر يستقر هناك..
فى مصر .. دخل علي مدرسة التجارة.. وبعد ما اتخرج منها ابوه وبفضل علاقاته قدر يجيب له وظيفة محترمة في شركة بترول.. ورغم وضعه الكويس ومرتبه الكويس.. إلا أنه مكنش مرتاح وكان حاسس أن العالم ده مش بتاعه.. علشان كده فضل يعافر ويجاهد ويسأل ويطقس لحد ما قدر عن طريق حد من الشركة أنه يوصل الى الاذاعة.. اللى اتقدم لها علشان يبقى مذيع.. ولما لقوا أن اللغة بتاعته ممتازة ومخارج الالفاظ ممتازة وافقوا وقبلوه تحت التمرين.. وفضل هو يتدرب ويتدرب لحد ما جه اليوم وقالوا “خلاص.. أنت بقيت من الأحرار يا علي.. ومن النهارده هتقدم النشرة”..
بيقول علي انه مقدرش يوصف فى اليوم ده إحساسه كان عامل إزاى..خصوصا وانه شايف الحلم بيتحقق.. رغم أنه كان ناقص حته.. وهى أن طلته تبقى على التلفزيون مش الإذاعة.. بس معلش أهى خطوة تقربه للحلم الكبير..
فى الإذاعة طبعا كان سهل على علي أنه يتعرف بمسئولين عن البرامج والنشرات الإخبارية فى التلفزيون واللى بدورهم شافوا أنه جنب لغته ومخارج ألفاظ يمتلك وجه بشوش ولطيف يؤهله لأنه يبقى مذيع على الشاشة.. وده اللى حصل واتعين فعلا علي مذيع فى التلفزيون وبقى طاير من الفرحة وقال اخيرا الحلم اتحقق..
فى الوقت ده شافه نيازي مصطفى وقرر أنه يصلح للتمثيل اكتر منه للنشرات والبرامج.. فقاله “انا بعمل فيلم اسمه شياطين الليل مع فريد شوقي وعندي دور انجرام القائد الانجليزي وعايزك تعمله ايه رأيك؟”..
للوهلة الأولى حس علي أنه عايز يرفض.. ومع ذلك أجل القرار لحد ما ياخد رأى المقربين منه وكلهم اجمعوا على ان السينما احسن له لانها هى اللى هتخلد اسمه أكتر من التلفزيون والاذاعة.. و”بعدين هتروح لبعيد ليه.. جرب.. نجحت كمل.. فشلت البرامج موجودة.. مش هتقعد فى البيت يعني”..
جرب علي ونجح وأقنعه نيازي أن الكاميرا بتحبه وبما انها بتحبه يبقى هو كمان لازم يحبها.. وخده معاه فى فيلم جناب السفير مع فؤاد المهندس واللى ساعده على أنه يشتهر.. خصوصا وان المهندس نفسه حبه وبقى ياخده معاه دايما فى افلامه.. وده اللى خلاه يتشاف أكتر ويبقى مطلوب أكتر ويفضل متواجد على الشاشة لحد بداية التسعينيات .. ودى الفترة اللى اتوفي فيها اخوه د. حامد جوهر اللى الجمهور يعرفه ببرنامجه الشهير “عالم البحار”.. وفضل من بعدها علي بيعانى من الحزن لحد ما مات فى سنة 1998.