البحر الاحمر ومعضلة بايدن ، اللهم لا شماتة

جريدة بكره أحلى الإخبارية
رئيس التحرير وجدى وزيرى
واتس 01155442883

حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني 

ثمة معضلة اساسية ومهمة تواجه الرئيس الامريكي جو بايدن ، في هذه الفترة الحرجة من رئاسته ، وهي بالاضافة الى الحرب الروسية في اوكرانية ، والحرب الصهيونية على غزة ، اتت مشكلة الحوثيين في اليمن واعتراضهم بواخر الشحن المتوجهة لمرافيء ايلات في الكيان الصهيوني او المملوكة لاسرائيليين ، لتزيد الازمة ازمات مُضاعفة ، ولتضع بايدن في موقفٍ حرجٍ للغاية ، وهذا الموقف دونه عقباتٍ اقل مافيها قد يُظِهر عجز الادارة الامريكية عن اتخاذ القرار المناسب ، وبالتالي سيُتيح لايران امتلاكها ورقة هامة ، كانت تُحضر لها منذ مدة ، بينما بايدن وإداراته كانت تتسلى بمكانٍ اخر او لنقل كانت نائمة على فراشٍ من وهم .
فيما مضى وبعد ان وصل بايدن لرئاسة الولايات المتحدة في العام ٢٠٢١ قام بخطوة غير مدروسة ، بل متهورة حين رفع اسم مجموعة الحوثيين عن لائحة الارهاب نكاية بالمملكة العربية السعودية ، وذلك في ظل سياسته التي كانت موجهة تجاه المملكة العربية السعودية وخلافاته مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان والتي لم يجري إصلاحها او ترميمها ، إلا بعد ان تفاقمت ازمات بلاده مما اضطره لزيارة المملكة في اول زيارة له للمملكة بعد توليه منصبه الرئاسي في الخامس عشر من تموز – يوليو ٢٠٢٢ ، حيث كان يعتبر المشكلة في البحر الاحمر مشكلة بين المملكة والحوثيين فحسب ، بينما اليوم وحيث ظهرت المشكلة الحوثية سبباً في إعاقة الملاحة في البحر الاحمر ، وكون الامر يتعلق باسرائيل بدأت ادارته تبحث عن إعلان عن تجمع لمكافحة العمليات الحوثية وتأمين الملاحة البحرية في البحر الاحمر .
والغريب بالامر ان التجمع المُعلن والذي يضم عشرة دول بما فيها الولايات المتحدة ، لا يضم اي دولة مشاطئة للبحر الاحمر وهذا برأي بعض المطلعين على القانون الدولي غير قانوني ومخالف لقانون البحار والقانون الدولي بشكلٍ عام ، ويضم التحالف الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والبحرين، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، وسيشل، وإسبانيا.
والغريب في الامر ان مشكلة الملاحة في البحر الاحمر تُشكل خطراً على دول الجوار وتضر بمصالح دول المنطقة ، وخصوصاً جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ، وهاتين الدولتين غير موجودتين في ذلك التحالف ، وهذا ما يؤكد الاختلاف في وجهات النظر مع الولايات المتحدة ، لاسيما ان قرار الحوثيين لوقف الاعتداءات على السفن الاسرائيلية او المتوجهة الى الموانيء الاسرائيلية مرهون بقرار وقف الحرب على غزة ،وكون الادارة الامريكية ، في السابق حين تعرضت حاملات النفط السعودية للنار والاعتداءات من قِبل الحوثيين اعتبرتها إدارة بايدن ازمة سعودية فحسب ، واليوم اثمرت ماكانت قد زرعته تلك الادارة .

هذا الامر ، يُشكل ازمة حقيقية لادارة بايدن ، حيث يضعها امام امر واقع جديد ، دونه عقبات وازماتٍ كُبرى فقد يكون امام تحدٍ حقيقي ، خصوصا بعد كلمة قائد الحوثيين بالامس حين وجه التهديد للبوارج الحربية الامريكية والمصالح الامريكية في المنطقة في حال فكرت الولايات المتحدة بقصف مواقع إطلاق الصواريخ والمسيرات من قِبل الحوثيين ، وهذا الامر قد يُشكل تحدياُ كبيراً امام ادارة باين ويضعها وجهاً لوجه مع الايرانيين ، الذين يقفون وراء عمليات التحدي ، لا بل يمدونه بالصواريخ والمسيرات والمعلومات ايضاً ، وهذا ما يتطلب تواصل مباشر او من قِبل طرف ثالث مع الايرانيين ، للتوصل لحل هذه المعضلة ، خصوصاً إذا ما نظرنا الى انه يمر في البحر الاحمر ما يُقدر بقيمة ١٢% من صادرات العالم من خلال باب المندب والبحر الاحمر ، وفي نظرة سريعة تُظهر ان قناة السويس تراجعاً حجمه بحوالي ٣٥% في الاسبوع الاخير ، كما ان المعلومات اشارت الى ان ١٠٣ بواخر شحن الحاويات قد عدلت رحلاتها واتخذت مساراُ باتجاه رأس الرجاء الصالح مما يُزيد في مدة الرحلات حوالي عشرة ايام على الاقل ، وكذلك شركات كثيرة تدرس إمكانية استبدال النقل البحري بالنقل الجوي او عبر القطارات ، مما سينعكس حتماً زيادة في اسعار السلع التجارية وذلك سيؤدي الى تفاقم نسبة العجز والتضخم لدى العديد من دول العالم وخصوصاً باسعار الطاقة والنفط والذي لليوم لم تنتهي مفاعيل الحرب الروسية على اوكرانية وما سببته من نقص في امدادات الطاقة لاوروبا خصوصا في فصل الشتاء القارس في القارة الاوروبية وغيرها من مناطق العالم .
إذن ، هنا لا يسعنا إلا القول : اللهم لاشماتة ، لان ما تجنيه اليوم الادارة الامريكية هو ما كانت قد زرعته بالامس .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock