جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
كتب حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني .
ثمة ظاهرة فيها الشيء الكثير من التحدي للجيش الاسرائيلي الذي دخل مناطق كثيرة من شمال قطاع غزة ، ولاسيما غزة المدينة جرت اليوم اثناء عملية تسليم الرهائن لوفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي .
و خصوصاً اذا اخذنا بعين الاعتبار ان ذلك حصل في نفس اليوم الذي زار رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي لمنطقة شمال قطاع غزة ، والتقى جنوده ، ووعدهم باستئناف العملية العسكرية فور الانتهاء من الهدنة والتي تنتهي اليوم الاثنين في السابع والعشرين من نوفمبر الجاري ، على الرغم من ان الوسطاء المصريين والقطريين وبدعم امريكي لهذه العملية ، والذين يسعون لتمديد هذه الهدنة ، كذلك زار وزير الدفاع شمال قطاع غزة اليوم ايضاً وصرح بما يُماثل تصاريح رئيس حكومته ، وتغنيه بقوة جيشه وسيطرته على شمال قطاع غزة ، وعن استئناف العملية في اليوم التالي لانتهاء الهدنة ، ومساءاً بعد ان تمت عملية التسلم والتسليم ، صرح بنيامين نتنياهو انه ابلغ الرئيس الامركي بايدن عبر مكالمة هاتفية ، انه سيستأنف العملية العسكرية وبقوة هذا في ما اعلنه ، لكنه لم يقل انه ابلغ بايدن بأنه سيوافق على تمديد الهدنة مقابل الافراج عن عشرة رهائن .
في هذا الوقت وبعد ساعات فقط واستكمالاً لتنفيذ بنود اتفاقية تبادل الاسرى بين حماس والكيان الاسرائيلي ، اختارت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، ان تقوم بعملية تسليم الرهائن المتفق عليه وفقاً لبنود الاتفاقية للصليب الاحمر الدولي ، مكان تسليم الرهائن في شمال قطاع غزة وتحديداً ساحة فلسطين ضمن مدينة غزة ، والتي كانت لايام اربعة فقط ساحة عمليات عسكرية وكان في ذات الساحة تواجد لدبابات الجيش الصهيوني ، وانسحب منها ليلة دخول الهدنة موعد التنفيذ .
في هذا المكان ، وعلى إثر زيارات قادة الكيان الاسرائيلي ، وتغنيهم بالقضاء على قوات القسام والفصائل الفلسطينية للمقاومة وعلى بنيتها التحتية ، اختارت حماس ساحة فلسطين في مدينة غزة، لتسليم الرهائن وبعراضة عسكرية لمجموعة من قوات القسام بسياراتهم وبكامل عتادهم العسكري ، وبحضور حشد من اهالي مدينة غزة ، وفي ذلك رمزية لها اهميتها في هذا التوقيت بالذات وفيها اكثر من رسالة للحكومة الاسرائيلية وللقيادات العسكرية والامنية الاسرائيلية ، ومن خلفهم رسالة للرئيس الامريكي جو بايدن ولادارته وللدعم المفتوح الذين اعطوه للحكومة الاسرائيلية ومن دون اي رادع ، وهذا الذي شجع الجيش الاسرائيلي لمخالفة كل القوانين الدولية وشرائع حقوق الانسان ، ومن دون اي محاسبة او عمل جدي للمنظمات الدولية .
هذه الرسائل تم توجيهها في الوقت الذي يجري الوسطاء متابعة عملهم لتمديد الهدنة لايام اخرى ، وقد ابدت حماس موافقتها على ذلك ، كما ان الحكومة الاسرائيلية واجهزتها الامنية من الممكن ان يوافقوا على التمديد خصوصاً بعد ان قدم رئيس الموساد توصية لبنيامين نتنياهو على قبول التمديد لايام اخرى ووفقاً لما نصت بعض بنود التفاهم تمديد يوم مقابل كل عشرة من الرهائن ” النساء والاطفال ” .
في ذلك ، إظهار ان فصائل المقاومة الفلسطينية ، لازالوا يُمسكون بالارض وهم من يُحدد الزمان لاستمرار تنفيذ بنود الهدنة والاتفاقية ، واماكن تسليم الرهائن ، على الرغم من إدعاء الحكومة الاسرائيلية بأنها تُسيطر قواتها على شمال قطاع غزة ، وبأنها ستقوم باستئناف العملية العسكرية ولكن باتجاه جنوب القطاع ، نتيجة اعتبارها ان الرهائن والاسرى وقيادات حماس موجودن بالجنوب وتحديداً في مدينة خان يونس ، وذلك بالنظر لعمليات التسليم في اليومين الاول والثاني للرهائن في منطقة جنوبي القطاع ، فأتت عملية التسليم في اليوم الثالث في شمال غزة وفي الساحة الرئيسية لمدينة غزة .
هذا الامر خلط الاوراق من جديد وبالتالي سيخلق حالة جديدة على الارض ، وخصوصاً بعد ان يتم الاعلان عن تمديد الهدنة ، ومن الممكن ان تستمر هدنات مما يُبرد الاجواء ومن خلال ذلك يمكن التوصل فيما بعد لاتفاق وقف اطلاق نار دائم بعد الاتفاق على عملية تبادل جميع الرهائن مقابل جميع الاسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية ، خصوصاً ان الاسرى العسكريين من الجيش الاسرائيلي بينهم رُتب عالية في الجيش مما يُساعد على انهاء عملية التبادل وفقاً لرغبات فصائل المقاومة مما اسموه عملية تبييض السجون الاسرائيلية .