جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس مجلس الإدارة والتحرير وجدى وزيرى
لعل دولة الصين هي أول دولة فكرت في إنشاء أول ممر ،أو شريان ،أو خط استراتيجي بعيد المدي، أطلقت عليه أسم ” طريق الحزام و الحرير”
في سبتمبر عام 2013
،و ربما بتحتفل به الصين بمرور 10سنوات علي إبرامه و الذي يربط حركة التجارة العالمية ( دول الاوراسية) الدول الإفريقية بالدول الآسيوية ،و ذلك لإنعاش إقتصادها و تنمية حركة تجارتها و استغلال مواردها الطبيعية و البشرية بين هذه الدول،
و التي بلغ عددها حتي الآن 150 دولة من بينها نحو 18 دولة افريقية،
و عربية ،و شرق أوسطية، و هي دول غالبا ما تكون محصورة تضاريسا” و جغرافيا أو إن صح التعبير تكون محبوسة و لا تطل على موانئ أو سواحل بحرية او نهرية علي أن يكون هذا الممر يتصل من خلال خطوط سكك حديدية فائقة السرعة.
الإ أن المملكة العربية السعودية كمبادرة منها في مؤتمر المجموعة 20 الذي عقد في نيو دلهي خلال الاسبوع الماضي من شهر سبتمبر أطلقت إقتراح انشاء ممر إقتصادي بري يربط بين المملكة العربية السعودية بدول الخليج و مرورا بدولة إسرائيل وصولاً الي الهند .
هذه المبادرة السعودية/ الهندية يبدو الهدف منها مزاحمة النفوذ الإقتصادي الصيني التي لم يرد ذكر الصين لا هي و لا مصر في المبادرة السعودية عن الممر الاقتصادي.
هذا الممر الاقتصادي السعودي/ الهندي قد تجاهل في خط سيره و مساره البري من خلال شبكة خطوط سكك حديدية اي ذكر لطريق البحر الأحمر و باب المندب أو ممر قناة السويس.
وإذا نظرنا الي هذا الممر المقترح من قبل المبادرة السعودية من الناحية العملية نجد ان ثمة صعوبات لوجستية ستواجه آليات التنفيذ لهذا الممر الاقتصادي المقترح و التي ستحتاج لإنشاءه المليارات بل التليونيرات من الدولارات تكلفة مالية كبيرة فضلا عن إنه سيحتاج العديد من السنوات للانتهاء منه فضلاً علي عدم الجدوي الاقتصادية كممر يتم من خلاله حركة التجارة العالمية من نقل البضائع عبر هذا الممر البري و هو ما يمثل اهم نقطة في الموضوع فإذا إفترضنا قطار ينقل 100 حاوية هل يستطيع ان ينافس سفينة واحدة تحمل 25 ألف حاوية فحمولة سفينة واحدة و ما تحتويه من حاويات تحتاج الي نحو 250 قطار فهل هناك جدوي من إستخدام خطوط سكك حديدية كممر بري يستطيع ان ينافس ممر مائي عالمي كممر قناة السويس فلا يوجد منافسة علي الإطلاق بين هذا الممر السعودي الهندي المقترح و بين ممر قناة السويس كأكبر ممر مائي عالمي كما لا يستطيع هذا الممر البري السعودي الهندي أن يقارن بممر قناة السويس من حيث القدرة الزمنية في إختصار المدي الزمني في حركة نقل التجارة العالمية بين القارات الاوروبية و الآسيوية والدول العربية فالمدي الزمني للممر البري سيكون أطول زمنياً فالدول الاوربية و الآسيوية خاصة الصين بصفة خاصة ستجد نفسها مجبرة علي إستخدام قناة السويس من حيث التكلفة النهائية المنخفضة و المدي الزمني في سرعة الوصول .
و هكذا لا وجود لأي مؤامرة علي مصر و لا علي قناة السويس و هذا الممر الاقتصادي البري السعودي/ الهندي لا يشكل اي خطر او تهديد إقتصادي لمصر فالخريطة العالمية تتحرك أمامنا و أمام أقدامنا و لكن بسيناريو جديد و مختلف فلا يوجد منافسة بيننا و بين المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة و دول الخليج العربي علي مصر كما يزعم البعض و إنما هي لعبة مصالح اقتصادية تسعي كل دولة و هو حق اصيل لها من
تحقيقه .
ايها السادة ما يحدث الآن بالامس القريب و اليوم و غداً و ما تم الإتفاق عليه الممر السعودي الهندي الاورواسيوي العربي مروراً بدولة إسرائيل كنقطة إرتكاز ما هي الإ محاولة للحاق بمصر هذا مشروع أنهته مصر منذ 2020 بإطلاق القطار فائق السرعة الذي يربط بين العين السخنة / العلمين و خط طابا / العريش و خط العريش/بورسعيد و تطوير موانئ العريش و العين السخنة و الاسكندرية و بورسعيد و تنفيذ اكبر عملية حديثة للطرق السريعة.
تذكروا عندما سخرتوا من تلك المشاريع كان الرئيس عبد الفتاح السيسي سابق الجميع و يجهز مصر لهذا اليوم و لهذا السبب يتم الهجوم علي مصر إعلاميا واقتصادياً مصر اليوم حجزت مكانها العالمي كأهم مركز للتجارة العالمية و لا أحد يستطيع أن يلحق بها مهما فعلوا .
هما لسة رايحين كنا إحنا وصلنا.
حمد الله على سلامة مصر