جريدة بكره احلى الاخبارية
رئيس التحرير وجدى وزيرى
وسط إنشغال العالم في الحرب الروسية الأوكرانية، و متابعته باهتمام بالغ لما يحدث من مظاهرات وصفت بأنها دامية في العاصمة الفرنسية باريس،
و ضواحيها، و إنشغاله ايضاً بالحرب المستمرة في السودان، راح ضحيتها العشرات بل المئات من المدنيين الأبرياء ،تسارع مصر و بخطي واسعة الزمن و يستمر العمل علي قدم وساق في أهم المشاريع القومية التي يتم إنجازها في تاريخ مصر، و الذي لا يقل قيمته و آثاره الاقتصادية عن مشروع السد العالي في حقبة الستينيات، و كان نقلة نوعية غير مسبوقة في مجال توليد الطاقة الكهربائية كمصدر رئيسي للطاقة كان و لا يزال يشكل اهم الإنجازات التي حققتها الثورة في عام 1952، هذا المشروع القومي الضخم و الهام هو ” مفاعل الضبعة المصري السلمي ” الهادف لتوليد الطاقة و الجاري تنفيذه في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المحتدمة ، و يشهدها العالم في الآونة الأخيرة من مواجهة الأزمات الاقتصادية المصاحبة للحرب الروسية الأوكرانية و تحديداً أزمة الطاقة التي تعتبر هو شريان الحياة، و عصب الاقتصاد العالمي.
و الهدف من إنشاء مصر لمحطة نووية هو نقل التكنولوجيا للمصانع المصرية بإستخدام الطاقة النووية كبديل هام لمصادر الطاقة التقليدية في الاسواق العالمية من بترول و غاز حيث ستوفر مصر بإنشاء هذه المحطة النووية إكتفاء ذاتي من الطاقة، يمكنها من توفير عملة الدولار نتيجة التقليل من استهلاك الغاز الطبيعي او السولار في محطات إنتاج الكهرباء اللازم لتشغيل المصانع الإنتاجية و الأهم من ذلك ايضاً إن توفير مصر الناتج من اعتمادها علي الطاقة المتولدة من البترول و الغاز سيعود بفائض كبير من البترول الذي سيتم تصديره للخارج.
هذه المحطة النووية هي محطة الضبعة و هي تعد أول محطة نووية في مصر و تقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح و التي تبعد حوالي 289 كيلو شمال غرب القاهرة حيث تم إختيار هذا الموقع بعناية فائقة، من بين عدد 23 موقع في مصر، و حاز علي موافقة من وكالة الطاقة النووية الدولية.
و جاء إختيار محطة الضبعة النووية في هذا الموقع لبعد هذا المكان عن مناطق حزام الزلازل،
و ايضاً قربه من ساحل البحر المتوسط الذي سوف يستخدم مائه في عملية التبريد اللازمة لتوليد الطاقة.
و تتكون محطة الضبعة النووية من 4 وحدات ،
من مفاعلات الماء المضغوط و قد وقع الإختيار لدولة روسيا الي إنشاء هذه المحطة بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة حيث تعتبر مفاعلات الماء المضغوط التي تم اختيارها هي اكثر أنواع المفاعلات شيوعاً في جميع أنحاء العالم.
و لعل من أكثر ما يشغل الرأي العام في مجال إنشاء المفاعلات النووية هو درجة تأمينها و حفاظها علي البيئة و تؤكد الدراسات و البحوث التي اجراها الخبراء في مجال الطاقة النووية اثبتت انها سيتم إتخاذ الإجراءات و التدابير الاحترازية اللازمة لتحقيق اعلي درجات الامن و الآمان و الحماية القادرة علي عدم حدوث اي مخاطر أو تهديد يمس المفاعل او العاملين فيه.
و الآن و في هذه اللحظات التاريخية من مراحل إنشاء محطة الضبعة النووية وصل إلي مصر ما يسمي “مصيدة قلب المفاعل النووي” من روسيا الي محطة الضبعة النووية،
و هي عبارة عن إبتكار روسي يمثل أهم جزء في المحطة النووية يتم تركيبه تحت قاع المفاعل و يهدف مصيدة قلب المفاعل الي تحقيق اعلي درجات الحماية، و الٱمن في المحطة في أقصي ظروف التشغيل المناسبة و منع الحوادث النووية او التخفيف من آثارها مما يؤدي إلي حماية العاملين في المحطة، و ما يجاورها و حماية البيئة المحيطة بها من مخاطر الإشعاع ،و هو ما صرح به المهندس علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق ( المصدر موقع اليوم السابع ) كما تهدف هذه المصيدة إلي حماية المحطة من اي ظواهر طبيعية طارئة كالزلازل،
و ما يتبعها من تسونامي،
و الكوارث الطبيعية الاخري كالفيضانات،
،و العواصف الرملية
،و الرعدية الشديدة،
و الفيضانات و غيرها .
و يبلغ قطر هذه المصيدة 6120 ملم و ارتفاعها نحو 6110 ملم و يبلغ وزنها 744 طن و تعد أهم معدة في المحطة .
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي التكلفة الإجمالية للمشروع القومي الضخم ،
و الجاري تنفيذه الآن في مصر.
في الحقيقة إنه بالنظر الي الأهمية الإقتصادية التي تتجاوز كل التوقعات في توليد الطاقة كلهم مشروع اقتصادي قومي لمصر فإن تكلفته التي ستتحملها الحكومة المصرية لا تشكل اي اعباء إقتصادية او مالية لمصر في الوقت الحاضر فالشركة الروسية المكلفة بإنشاء و تنفيذ المحطة رغم الظروف السياسية والاقتصادية المحيطة بروسيا في الوقت الحاضر و الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر ايضاً لن تقف مانعاً في الجدول الزمني المحدد بدقة تامة لتنفيذ المشروع و الذي تم تحديد تكلفته الإجمالية مبلغ 30 مليار دولار ،و هذه التكلفة خاضت مصر بشأنها مفاوضات بالغة التعقيد انتهت إلي أن الشركة الروسية المكلفة بإنشاء المحطة النووية ستلتزم بسداد نسبة 85% من التكلفة الإجمالية للمشروع و القطاع الخاص سيتحمل نسبة ال 15% و إن مصر ستلتزم بالوفاء بالتزاماتها المالية بالسداد بعد إن يتم تشغيل المحطة و بعد تحقيق عائد التشغيل و يبلغ المستهدف من عائد تشغيل المحطة 9 مليار دولار سنوياً و هو مثل عائد كبير يدخل في الناتج القومي المحلي كما سيحقق المشروع ايضاً تشغيل عمالة عددها 10000عامل و خبير و مهندس في مجال توليد الطاقة من خلال محطة الضبعة النووية و قد بدأت بالفعل الحكومة المصرية من إنشاء معاهد اكاديمية متخصصة في مجال توليد الطاقة النووية بجوار المحطة يمثل طفرة من الكوادر البشرية الفنية لاستيعاب التطور التكنولوجي في مجال يطبق لأول مرة في مصر في مجال توليد الطاقة النووية.
و بذلك تكون مصر قد قطعت مشوار طويل لا أقول من الأبحاث أو الدراسات و إنما من التخطيط و العمل و التنفيذ و إن التاريخ سيسجل بكل فخر و إعزاز و تقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه حقق نجاحا كبيرا بتحقيق انجازات اقل ما توصف بأنها تاريخية منها ما تم تنفيذه بالفعل كالعاصمة الإدارية الجديدة و منها ما هو جاري تنفيذه كالقطار الكهربائي فائق السرعة و المشروع القومي الزراعي الصناعي التجاري الضخم ماجري علي تسميته بفرع الدلتا الجديد و أخيرا و ليس آخرا مشروع محطة الضبعة النووية .
و السيد الرئيس بذلك سطر تاريخ و مجد سيخلد له بحروف من نور و سيشهد له شعبه بالحب و الأخلاص.