مقالات الكُتاب

طارق فوزي. يكتب وجهة نظر مصر لا تقبل القسمة

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى

يقول الكاتب المصري العبقري ” جمال حمدان ” ببساطة شديدة إن مصر ،أقدم و أعرق دولة في الجغرافيا السياسية للعالم، غير قابلة للقسمة علي أثنين أو أكثر ،مهما كانت قوة الضغط و الحرارة. مصر هى قدس الاقداس السياسية العالمية و الجغرافيا السياسية.
ثم يؤكد في كلمة واحدة شخصية مصر هي التفرد ، و يريد في النهاية أن مصر بالذات محكوم عليها بالعروبة …
و بذلك تختلف مصر عن سائر الدول أن جزورها تمتد في الأعماق السحيقة للتاريخ آلاف السنين و ليست كغيرها دول ” بلا جزور تاريخية” او تتساوي مع اشباه دول .
فمصر ام الدنيا و ستظل هكذا من حيث دورها بين الأمم، و تلعب دوراً مؤثراً في كل العصور بلد كل الحضارات فهي كانت و ستظل قلب العالم القديم والحديث
ففي ظل الاوضاع التي تراها جميعاً و يشهدها العالم في صراع السلطة الدائر في السودان و التي لاتزال تشتعل بين الجيش الوطني الرسمي السوداني و هو ولائه الوحيد للوطن بكل فئاته و الممثل الوحيد للشعب السوداني و بين الميلشيات العسكرية غير رسمية التي تحاول أن تفرض هيمنتها العسكرية بالقوة علي الأرض لإثبات وجودها و ادعاء شرعيتها علي الدولة بالقوة ، و محاولة فرض الأمر الواقع على الأرض للإستيلاء علي السلطة .
و من اكثر الدول تضررا و تهديداً للخطر في هذا الصراع العسكري في السودان هي مصر ، فهو يمثل تهديدا علي الامن القومي لحدود مصر الجنوبية.
فقد اصبحت مصر في حدودها الإقليمية محاطة وسط توترات حادة من الصراعات الجيوسياسية بين الدول الكبري و اطماعها اللامحدود .
و تأييدا لمقولة الكاتب السياسي الكبير محمد حسنين هيكل إنه يجب علينا ان ننظر دائما الي الخريطة الجغرافية عند دراسة و تحليل المواقف السياسية و الاستراتيجية التي تمس أمن اي دولة مهددة إقليمياً و أمنيا و عسكرياً .
وتأكيدا لهذا الفكر فإن الناظر لمحيطنا الإقليمي، و بنظرة تأمل و عمق، نجد أن مصر محاطة حدوديا بتهديدات كبيرة، ففي الحدود الشرقية لمصر فنجد الجماعات المتطرفة التابعة لعناصر تنتمي لمنظمات إرهابية رابضة بكل قوتها العسكرية علي حدودنا ، و تهدد امننا القومي، و تعرض اهالينا في مناطق بالعريش و الشيخ زويد و رفح للخطر ، و هذه الجماعات التي تدعمها جهات خارجية ماليا و تسليحا بهدف ضرب امن و استقرار بلدنا مصر بكل قوة .
بينما نجد حدودنا الغربية لا تقل خطورة و تهديداً يمس عمق مصر و امنها القومي، و هي جارتنا العربية ليبيا، فقد اصبحت ليبيا مسرحا لأطماع الدول الكبري و تقسيمها الي دويلات لتحقيق مآرابها في الإستيلاء علي ثرواتها من البترول و الغاذ و التي تعتبر اوروبا في امس الاحتياج الاقتصادي اليومي لها، و قد تم بالفعل تقسيم ليبيا الي دولتين لهما عاصمتين الاولي في أقصي الغرب و عاصمتها طرابلس و هي العاصمة الرسمية و هي مقر الحكومة المعترف بها دوليا و لها مجلس وزراء مؤيدا دوليا و العاصمة الثانية
بني غاذي و لهاغمقر البرلمان الليبي و الممثل للشعب بكل طوائفه ، و له قواته المسلحة الرسمي الذي يتمركز في اقصي الشرق و مسلحاً للدفاع عن ارض وطنه و شعبه و المدافع عن مقدرات ليبيا المشروعة بهدف تحقيق دولة مستقلة ذات إرادة سياسية منفردة

و هكذا نجد حدود مصر شرقا و غربا و جنوبا مهددة إقليميا و امنها القومي المباشر للخطر ، و كأن مصر علي موعد مع المخاطر التي تحاط بنا و التي تمس امنها و استقرارها و التي تشغلنا و تقحمنا بحروب اهلية و صراعات لانهائية في دول الجوار التي تقع ملاصقة لحدودنا الجغرافية.
الأمر الذي جعل القيادة السياسية في مصر تعلن عدم التدخل في الشان الداخلي للسودان و عدم السماح ايضا للدول الأخري بان تسمح لنفسها بالتدخل في هذا الشأن ، و قد اصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قراره بعقد إجتماع طارئ للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث الاوضاع في السودان و إصدار ما من شأنه حماية الأمن القومي لمصر و حدودها الجنوبية مع السودان الذي يصل مداه 1800 كيلو متر ، و صد اي محاولات تسلل لعناصر للقيام باي اعمال إرهابية او تخريبية لمصر.
كما شدد السيد الرئيس برسالة شديدة اللهجة الي كل من يستغل الوضع العسكري الحالي في السودان ، فسيتم التعامل معه بكل قوة وحسم إذا تعرض الامن القومي لمصر لاي خطر . و هو ما اسماه السيد الرئيس بعدم تجاوز “الخط الاحمر ‘ .
كما شكل السيد الرئيس ما يسمي بخلية ” إدارة أزمة” تكون مهمتها المتابعة المستمرة بتطورات الأحداث الجارية في السودان لحظة بلحظة علي مدار الساعة و احاطة السيد الرئيس بكل التفاصيل بعد دراسة و تحليل المعلومات لوقوف سيادته علي” تقدير الموقف” تمهيدا لإتخاذ ما يراه مناسباً .
مع وضع قواتنا المسلحة في حالة استنفار عسكري تحسباً لأي خطر او تهديدات في اي وقت .
و قد حاولت دول عظمي مرارا و تكرارا تحت ما يسمي “بالربيع العربي ” محاولة تقسيم مصر من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لها تحت شعارات متعددة و منها علي سبيل المثال لا الحصر انتهاك مصر “لحقوق الإنسان ” و عينت تلك الدول نفسها الوصايا علي مصر و شعب مصر ، كما استخدمت ايضا شعارات كاذبة لجعلها ذريعة للتدخل في الشان المصري و منها إحداث فتنة طائفية و ضرب الوحدة الوطنية في مقتل للشعب المصري لإحداث الفرقة بين المسلمين و المسيحيين لمحاولة الوقيعة بينهما داخل نسيج الوحدة الوطنية للشعب المصري ، و قد تناست هذه الدول إن مصر شعبا و رئيسا ترفض اي محاولات الوقيعة التي تمس وحدتها الوطنية .
كما ترفض مصر اي تدخل لاستغلال مساحة الديمقراطية رفضاً تاماً لا فرق بين ما هو وطني مخلص لبلده و بين ما ماهو معارض فالجميع في بوتقة واحدة طالما لا هدف لها غير مقتضيات الصالح العام.
هذه المحاولات لن تكون الأخيرة في التدخل في شئون مصر الداخلية و محاولة تقسيمها سواء تقسيم طائفي او إقليمي.
فأمن مصر القومي و الإقليمي ( لا مساس ) و مصر ستكون” مقبرة ” لكل من يفكر في تجاوز الخط الاحمر الذي وضعته لحدودها من جميع حدودها الإقليمية ، و لن ترضغ مصر لاي ضغوط خارجية من اي جهة .
ايها السادة : مصر لن تقبل القسمة مهما حاول اعداء مصر من اي جهة ،و ستظل علي أعلي مستوي من اليقظة ،والحذر،
و الإستعداد لمواجهة اي تهديدات خارجية في اي وقت ،و تحت اي ظروف فمصر ستظل دائما في رباط الي يوم القيامة مصداقا لقول الرسول صل الله عليه وسلم الذي وصف جيشه إنه من أفضل أجناد الارض .
حفظ الله مصر وطنا و قائداً و شعبا من كل شر و من كل سوء و حماها من اعدائها في الداخل و الخارج.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock