مقالات الكُتاب

١٣ نيسان – ابريل ذكرى الحرب البغيضة .

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى

كتب حسين عطايا

سياسي لبنانى

تمر الذكرى الثامنة والاربعون لذكرى ١٣ نيسان – ابريل ١٩٧٥ ، اي يوم انطلاق شرارة الحرب الاهلية اللبنانية البغيضة ، والتي عاثت دماراً وخراباً في الوطن الصغير حتى ادمته وادمت شعبه ، من جراء اهوال تلك الحرب وفصولها ومآسيها التي طالت كُلُ جهات الوطن الاربع ، وزرعت جراحاً عميقة في جسد اللبنانيين وقلوبهم ، التي لم تتعافى حتى يومنا هذا ، بعد مُضي ما يُقارب الثلاث وثلاثون عاماً على توقف المدفع وهدوء الجبهات وانتهاء الحرب ،التي تلاها اتفاق الطائف والذي اوقف الحرب ووضع حداً للتقاتل على الجبهات واقر وثيقة الوفاق الوطني في مدينة الطائف السعودية اواخر العام ١٩٨٩ .
فاتفاق الطائف اجرى تعديلات على الدستور اللبناني والموضوع في العام ١٩٢٣ ، وهذه التعديلات لو قُدِر لها ان تُطبق لنقلت لبنان من عصر الطوائف الى عصر الدولة المدنية والعلمانية والتي يستحقها لبنان وشعبه .

والخطأ في ذلك انه تم توكيل نظام الوصاية السوري بمتابعة تطبيق اتفاق الطائف والاشراف عليه .
وهنا كانت مصيبة لبنان في عدم تطبيق الطائف بكامل مُندرجاته وخصوصاً التعديلات التي أُدخلت بما يضمن تطور السياسة اللبنانية فيما خص نظامه السياسي الطوائفي ، فلو قُدر تطبيق تلك التعديلات لكان لبنان اوجد الحلول العملية لإنطلاق العمل في تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية وقانون انتخابي جديد يعتمد على نظام المجلسين ، مجلس الشيوخ والذي يجري انتخابه على اساس القيد الطائفي والذي يشمل كل العائلات الروحية اللبنانية ، ومجلس نيابي يتم انتخاب اعضائه على اساس القيد الوطني البعيد عن الطائفية ، وهذا كان ليكون نقطة انطلاق لبناء مواطنة ، كما بناء احزاب سياسية وطنية عابرة للطوائف والمناطق ، وان يكون القانون على اساس النسبية والمحافظة هي الدائرة الانتخابية بعد إعادة النظر بالتقسيمات الادارية للجمهورية اللبنانية .

وهذا ما كان ليكون بمثابة نقطة فصل في تاريخ الجمهورية اللبنانية ، حيث كانت تعديلات دستور الطائف فاصلاً بالسياسة اللبنانية بين عصرين وجمهوريتين .

لكن للأسف ، هذا ما لم يحصل ، وبالتالي كان مؤشراً لتُعمق مسيرة الطائفية اكثر فأكثر وبالتالي اوصلت لبنان الى ماهو عليه اليوم .

هذا من جهة ومن جهة أُخرى على الرغم من مرور اربعة عقود على توقف الحرب الداخلية إلا ان الكثيرين من اللبنانيين لم يخرجوا بعد من الاتون الفكري للحرب ، بل لازالوا يعيشون في ذاك العصر ويتصرفون بنفس الذهنية التي رافقت الحرب البغيضة وكل تطوراتها وفصولها المؤسفة التي رافقتها ، وكأن البعض لم يتعلم من اهوال ومصائب الحرب التي خلفت مايزيد عن مئة الف قتيل وعشرات الالاف من المفقودين والجرحى والمعوقين ، وبالتالي لم يتعلموا من تلك التجربة السوداء التي استمرت خمسة عشرة عاماً واعات لبنان الى عصورٍ غابرة بينما العالم يتقدم ويتطور على كل المستويات ، بينما لبنان لازال يعيش فصول تلك الحرب ولم يستطع الخروج من اتونها الاسود .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock