جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى
إذا كنا نحتفل كل عام في هذا التوقيت بذكرى تحرير سيناء الحبيبة، بالشعارات والهتافات والأغاني الوطنية والامسيات الثقافية بمختلف أنواعها، فإن ذلك لا مندوحة منه، ونؤيده بشدة.
لكن أيدكم الله تعالي، فإنه لابد أن يعلم الجميع أن الأوطان لاتبني برفع الأعلام والشعارات، وإنما بتضافر كافة جهود المخلصين الذين يريدون حقا رفعة هذا الوطن،أصحاب النوايا الحسنة الحقيقية الذين يريدون إصلاحات حقيقية.
فلابد أن نكون صادقين مع أنفسنا، بمعني أن الواحد منا يجلس مختليا بنفسه تراوده أفكار كثيرة وطموحات وأحلام خاصة كأن يصبح كذا ويحقق كذا له ولأولاده، وأحلام عامة تتعلق بمستقبل أمته العربية وما يحدث لها من تشرزم وشتات وتفرق وأن الله تعالى نهى عن هذه الفرقة لأن هذه الفرقة تذهب الريح وأن الذئاب لا تأكل إلا الغنم القاصية.
أما العصبة فهي القوة والإتحاد هو العصبة، وكذلك ما الذي يريده الغرب منا !! لماذا كل هذه التخطيطات لماذا كل هذه المؤامرات ماذا تريدون منا.
ثم يأخذ الواحد منا نفسا عميقا وتأخذه الأشواق والحنين وتفيض عيناه بالدموع عندما يرد علي خاطره بلده، وطنه الأم (مصر) يا ساحرة القلوب، يا قبلة العشاق وروضة الطالبين، مصر الحب، مصر الخير، مصر قلب العروبة النابض بالحنان، مصر النيل، مصر الأهرام، مصر الحضارة، مصر التاريخ، مصر الحاضر، مصر الآن، مصر المستقبل، مصر الأم الرءوؤم التي مهما غبت عنها وعدت تستقبلك بالحنين، مصر الشعب الطيب، مصر الدفء، مصر الريادة، مصر القيادة، مصر الوحدة مصر القبطية، مصر الإسلامية، مصر الكنائس، مصر المساجد مصر رفعت وعبدالباسط وطوبار والنقشبندي، مصر أم كلثوم وحليم ووهاب، مصر الواحة والراحة، كل ذلك لا وربي هناك الكثير والكثير.
ولكن لابد أن يعلم الجميع أنها مهما حيكت ضدها المؤامرات فإنها الصخرة والحصن الحصين الذي تتحطم على أسوارها كل هذه الأمور. هل أتاكم نبأ الحملات التتارية، الفرنسية الإنجليزية. العدوان الثلاثي، العدوان الصهيوني. كل ذلك ذهب إلي حيث ذهب وبقيت مصر رمانة ميزان العرب.
ثم هل أتاك نبأ ما يفعله التكفيريون الذين نصبوا أنفسهم قضاة وجلادون يفتون بالباطل بفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان ويستبيحون الدماء والقتل قتل الشباب بغير وجه حق، افعلوا ما شئتم ستذهبون إلي هباء وإلى اللاشئ وستبقى مصر مقبرة لكم أيها القتلة سفاكي الدم، هل تتذكرون مراجعاتكم إن أردتم تذكرة فارجعوا إلي ما دونتموه، ذهبتم وبقيت مصر لكن في القلب غصة منكم ومن أفاعيلكم فما ذنب ناسك يتعبد هل لأنه يتعبد يقتل ما ذنب جندي يحرس فتقتلوه إنها أفاعيلكم أفاعيل الشيطان والله ورسوله منكم براء.
والكثير يقول نريد إصلاحات في مجال الثقافة، في المجال الديني وتجديد الخطاب بما يتماشي مع العصر ومتغيراته، اصلاحا اقتصاديا، خدميا، طبيا، تعليميا، سياسيا، والنريدات كثيرة ولكن لما لا نسأل أنفسنا هل أدينا ما علينا من واجبات حتي نطالب بالحقوق هي حقوق مشروعة لكن هل مددنا أيدينا وتكاتفنا لتحقيق رفعة هذا الوطن، هل تركنا اللامبالاة، هل أدينا أعمالنا كما أمرنا الله (وقل اعملوا) هل طبقنا المثل الناجي يأخذ بيد أخيه، هل بدأنا بأنفسنا، هذا وطننا وهذه حياتنا بأيدينا نحن رفعتها نحن أصحاب الكلمة لرفعة شأن هذا البلد، وقد أتعرض للانتقاد وأن الحكومة دورها توفير كل ما سبق ولك الحق ولكن لم لا نتريس ونصبر ونعمل، العمل ثم العمل ثم العمل، التشييد والبناء علي كافة الأصعدة والمستويات نحب ما نفعله ونعتبره مهمة قومية وقد ناقشت هذه الفكرة مع أحدي الزميلات عن العمل في الكنترولات وأن العائد المادي قد يكاد أن يكون معدوما ردت بمنتهي الثبات الذي ثبتني هي مهمة وكلنا وكلفنا بها هل نؤديها علي الوجه الذي يرضي به ربنا عنا، قلت نعم.
المسألة جد مهمة ووطننا يحتاج منا الهمة، فهل هممنا وشمرنا سواعد الجد لبناء هذا المحبوب. والله ما دفعني إلي الكتابة في هذا الموضوع إلا حبي لبلدي الذي أحيا به واتنفس هواءه واشرب ماءه واسكن تحت سمائه.
إن تحرير سيناء وعودتها كاملة إلينا سالمة غانمة لم يأتي من فراغ بل بالجد والاجتهاد وكفاح الرجال المخلصين الذين كرسوا كل حياتهم بخدمة وطنهم الحبيب ووضعه في مكانته التي يستحقها ، فهل وقفنا خلف قادتنا الذين لا يألون جهدا مواصلين الليلة بالنهار عن طريق إطلاق المشاريع العملاقة لا لتعمير سيناء فقط ، بل لإعادة هيكلة وبناء الوطن الحبيب ، والوصل به ومؤسساته إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة رافعين شعار نكون أو نكون ، النصر أو النصر فلا بديل عن النصر ، فكما قضوا على بؤر الإرهاب في سيناء فسيقومون بتعميرها إن شاءالله تعالى.
أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان