آذار لبنان، ملح الوطن و حلم الأجيال

جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى
كتب : الدكتور
رودريك نوفل
١٤ آذار ٢٠٠٥
صرخنا مُوَحَّدين دفاعاً عن لبنان العظيم: “سيادة، حرّية، إستقلال”
١٤ آذار ٢٠٢٠
لا سيادة و البلد لا يزال محتلّ
لا حرّية فقد دخلت الأحزاب و صارت فقط تبعيّة
غاب الإستقلال بمصادرة السّيادة و الحريّة
اليوم حزب الله يسيطر على مكامن البلد أجمع و توقيفه عند حدّه لا يكون بالحرب بل بالسياسة التي فقدناها مع فقدان رجالاتها.
اليوم الشعب التبعي الذي يقول زعيمي على حقّ و أنا معه مهما قال و أيّ كان الذي سيقوله هو شعب “عبد” و ليس شعب حرّ.
اليوم نمشي بجنازة الحريّة و بعد أنّ دفنّا السيادة و لم نذق طعم إستقلالاً كان بين أيادينا و فقدناه.
لو قدر لبعض الشهداء أن يعودوا إلى الحياة لقاتلوا من ماتوا لأجلهم.
ثورة الأرز و١٤ آذار هي ثورة شعب لبنان
– الذي نادى بلبنان أولاً
– وبسيادة وحرية لبنان
– وبسحب السلاح غير الشرعي للميليشيات
– وبتحرير لبنان من الإحتلال السوري ومحاسبته والتعامل معه من دولة حرّة إلى دولة حرّة
هي ثورتنا وقضيتنا وإيماننا
وما وقفنا في وجهه هو خيانة من سمّوا أنفسهم “زعماء ١٤ آذار” لهذه المبادئ
ومن يسمّي نفسه اليوم وطني وثوري ويقول بأنه لا مع ١٤ ولا مع ٨ هو إما جاهل أو منافق أو الإثنين معاً
لذلك هذا التاريخ لا نزال نقول عنه “ملح الوطن” فكما الأكل لا يكمل دون الملح كذلك الوطن لا يكمل دون وحدة شعبه و هذه الوحدة هي اللّوحة التي لا تزال في ذاكرة كلّ لبناني وطني حرّ و لا يزال هذا التاريخ “حلم الأجيال” التي وقفت في صفوف متراصة و أقسمت مع جبران “أن نبقى موحّدين … دفاعاً عن لبنان العظيم”
هذا في الشق العاطفي و في الحنين أمّا بالواقع فنحن لم نحافظ على تلك اللحظة و لا نزال نفتش عن السيادة و الحريّة و الإستقلال، أمّا بالنسبة للحقيقة… حقيقة إغتيال العصر التي ظهرت حقيقتها رغم كلّ المحاولات لطمسها و هذا الأسبوع بعد أن بلغت هذه الجريمة سن الرشد ها هي المحكمة الدولية تطلب من الأنتربول جلب المجرمين للعدالة و كم طالبنا بالعدالة خلال ١٨ سنة.
اليوم أيضاً نسمع مطالبات فرنسا بالعدالة لشهدائها في إنفجار بيروت ١٩٨٣ هذا يعني شيء واحد “ما من حق يموت و خلفه من يطالب به”
هذا درس لنا أن نكثف مطالباتنا و نتابع موضوع المحكمة الدولية حتى النهاية بالتوازي مع تدويل القرارات الدولية ١٥٥٩، ١٦٨٠، ١٧٠١ و مؤخراً ٢٦٥٠
و المطالبة المفروض أن تكون من الشعب و ليس من السلطة فإنتظار السلطة هو مطابقة لنظرية ملئ السلّة بالمياه، هذه السلطة التي باعت أكثر من ١٠٠٠ كم من المساحة البحرية المملوءة نفط و غاز لا يمكن أن نستبشر منها أي خير لشعبها الذي يرزح تحت نير الإحتلال الإيراني و تحت نير الجوع اليوم و إنقطاع الخبز و الدواء العادي غير المدعوم كما أدوية السرطان و غيرها…
هذه السلطة التي قتلت حافلة من شهداء ١٤ آذار تكمل تقتل اليوم و كل يوم شعبها بعد أن نقلته من إحتلال سوري إلى إحتلال إيراني قضى على القلّة المتبقيّة و بعد أن كنّا مستشفى الشرق و جامعة الشرق و مَصيَف الشرق و مصرفه و بوابته على المتوسط حتى كنّا الواجهة الفرانكوفونيّة للشرق و كان ذلك جلياً في مؤتمر الفرانكوفونية الذي انعقد في لبنان جامعاً بلدان العالم بسعيٍ حثيث من الشهيد رفيق الحريري… أصبح طلابنا بلا جامعة و مرضانا بلا مستشفيات و مع قرض الحسن المنافي للقوانين الدولية و الأعراف و الأنظمة الذي خرقها و حتى مرفأنا تم تدميره و أضحى مقبرة بدل أن يكون بوابة! مقبرة رجال لبنان و أبطاله الدين يقبعون في عليائهم و يرزح أهلهم للتهديد كل ما اجتمعوا مطالبين بالعدالة لضحياهم.
ملح وطننا سيبقى وحدتنا الداخلية و تكاتف أبنائه التي من دونها عانَينا و لا نزال نعاني و نرزح تحت نَير الإحتلال و لا زال المحتل ينكّل فينا و كما سرق من ملح الوطن و عبث به، ها هو يسرق من أحلامنا و مستقبلنا و حتى محاولة سرقة أحلام الأجيال التي ستبني لبنان و لكنهم نسوا و لو بعد حين مدته ١٨ سنة سيبقى لبنان، سيبقى لبنان و سيبقى لبنان!
#حمى_الله_لبنان
#أنا_١٤_آذار