جريدة بكره احلى الاخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى
كتب حسين عطايا – كاتب وباحث سياسي لبناني .
ليل السبت – الاحد الماضي
” ٢٨ / ٢٩ كانون الثاني – يناير “، قامت ثلاثة مُسيرات بقصف مُجمع عسكري تابع لوزارة الدفاع الايرانية في مدينة اصفهان ، على الفور اصدرت وسائل الاعلام الايرانية بأنها اسقطت مُسيرتين والثالثة انفجرت بعد سقوطها ، والاضرار هامشية ولم يُصاب احداً بأذى .
ولإن كعادتها ايران ووسائل إعلامها حاولت التعمية على الموضوع وبأنه غير ذي اهمية .
بدايةً لابد من القول بأن المُسيرات انطلقت من داخل ايران وهذا يكفي لإظهار وجود خرق امني خطير يُستغل لتنفيذ عمليات امنية داخل المدن والمناطق الايرانية وبالتالي يُعبر عن فشل الاجهزة الامنية الايرانية في التصدي لحرب الاستخبارات ،وهذا يدُل على ان الداخل الايراني مكشوف أمنياً وهذا امر خطير ويدل عن ضعف ووهن في الاجهزة الامنية المشغولة بقمع ثورة الحرية للشباب والنساء في المدن الايرانية .
ثانياً أن الصور والتي نقلتها وسائل اعلام مقربة من المعارضة اظهرت الحريق الهائل الذي نتج عن قصف المسيرات وكشف عن حقيقة ان الاصابات مباشرة وفاعلة .
ثالثاً ان المُجمع التي استهدفته المسيرات هو مصنع ومستودع للصواريخ البالستية والذخيرة العسكرية ، وبالتالي واضح ان الامر هو استهداف البرنامج الصاروخي الايراني ومتفرعاته وبالتالي من الاهمية بمكان هذه العملية والتي انتجت خرقاً امنياً وعسكرياً بما خص وزارة الدفاع والحرس الثوري واجهزتهما .
كذلك ، استهدفت جهات اخرى قصف قافلة تنقل اسلحة وذخائر مموهة على معبر البوكمال فور دخولها الاراضي السورية من العراق ، وهذا ايضاً يبرز بوضوح أن متابعة مليشيات ايران وادواتها تخضع لمراقبة دائمة ولصيقة ، وهذا يدل على ان محور الممانعة الممتد من ايران مروراً بالعراق واليمن وسوريا وصولاً الى لبنان ، هو فعلاً مُراقب وتجري متابعته لحظة بلحظة .
يدل ذلك على التعب والوهن الذي اصاب المشروع الايراني في المنطقة والذي اصبح يتلقى الضربات شبه يومي على كامل المساحة الجغرافية في سوريا وايضاً في العراق وصولاً الى عقر دار ايران والتي تستعر بداخلها حرب الاستخبارات ، من دون ان يقوم هذا المحور بأي رد بل يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين والذي اصبحا يرتبطان بظهور المهدي الذي تُمهد له ايران في نشر الفوضى والقتل والدمار في هذا الشرق .
أن نظام الملالي في طهران وادواته في المنطقة يعيش اياماً صعبة ، وازمات متلاحقة تتطلب توحيد جبهات المعارضة في الداخل والخارج لكتابة نهاية لهذه الحقبة والتي طالت وعاثت فساداً في المنطقة العربية .