
جريدة بكره احلى الإخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى
منذ أيام قليلة مضت
و تحديدا في اليوم السادس من شهر ديسمبر 2022 أعلنت الحكومة الألمانية في بيان رسمي لها عن إحباط محاولة إنقلاب لقلب نظام الحكم
في ألمانيا و لم تصرح الحكومة عن أي تفاصيل عن هذا الإنقلاب أو أسبابه أو العناصر التي قامت به
أو أنتماءاتهم و قد صاحب ذلك حملات كبيرة من القبض و الاعتقالات لعناصر قد خططت لإسقاط النظام و الحكومة الألمانية باستخدام العنف و الإرهاب. و قد أطلق علي من قام بمحاولة الإنقلاب
( مواطني الرايخ ) .
و قد صرح المستشار الألماني شولتز عقب الإعلان عن قبض و إعتقال أعضاء و عناصر هذه الجماعة و بلغ عددهم مبدئياً نحو 25 عضو تم وضعهم في الحبس الاحتياطي بعد إتخاذ إجراءات و تدابير أمنية وصفت بأكبر عمليات الشرطة التي شارك فيها نحو 3000 شرطي ألماني حيث هاجمت عدد 11 ولاية ألمانيا من أصل 16 ولاية و من بينهم ولاية ميونخ و التي تعتبر تاني أكبر مدينة صناعية في العالم بعد ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، كما هاجمت عدد 130موقع و هو ما يعكس مدي انتشارها و قد وجهت إليهم السلطات إتهامات بتنظيم إرهابي يهدف إلى قلب نظام الحكم في ألمانيا .
و مواطني الرايخ هم جماعة يمينية متطرفة
من أخطر الجماعات اليمينية المتطرفة
ليس في ألمانيا فحسب
بل في العالم أجمع
بلا منازع .
و حركة اليمين المتطرف المسماه مواطني الرايخ لها مؤيدين و أنصار في جميع أنحاء العالم و مركزها في ألمانيا و ترجع نشأتها
الي عصر الزعيم النازي هتلر و ترجع أصولها كأمبراطورية من عام (1871 و حتي 1945) فكلمة رايخ تعني الإمبراطورية .
و توصف هذه الحركة بأنها جماعة إرهابية أو تنظيم إرهابي له ميول عنصرية متشددة تروج عن سياستها تحت مظلة الجنس الألماني ذات الأصول و الجذور الألمانية الأصيلة و العرق الألماني الغير مهجن
أو مجنس و لهم هوية خاصة و شعار خاص يتمثل في الصليب الهتلري المعكوف و ينتمون لفكر سياسي متعصب لا يعترف بألمانيا كدولة كنظام سياسي و لا يعترف بدستورها و لا قوانينها الوضعية و لا بمؤسسات الدولة و لا بالديمقراطية
و لا يلتزمون بسداد الضرائب و الغرامات.
و لعل أخطر ما في هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة مايلي :
أن هذا الفكر المتطرف المسمي بمواطني الرايخ متغلغل داخل نسيج المجتمع الألماني و منتشر كالنار في الهشيم بحيث يشمل جميع فئات المجتمع الألماني كالشرطة و الجيش و القضاء و لهم موالون
و أنصار في مجال الصحافة و الإعلام و رجال الفكر و الدين بل منهم من يشغلون مناصب سياسية رفيعة كأعضاء تحت قبة البرلمان الألماني.
و هذه الحركة لها مؤيدين لا يقتصر وجودهم
في ألمانيا فحسب بل لهم وجود في مختلف الدول الأوروبية كفرنسا و النمسا و إيطاليا و إنجلترا و روسيا فعقيدة هذه الجماعات اليمينية المتطرفة مازالت علي يقين بعدم اعترافها بحدود ألمانيا الجغرافية بل تتعدى مساحات شاسعة من أوروبا اغتصبت منها عنوة أثناء الحروب المتعاقبة
و أخيراً ما أجبرت على تحديدها عقب الحرب العالمية الثانية.
و لعل الظروف التي تمر بها ألمانيا في هذه المرحلة الصعبة من أزمات وقود
و طاقة أثرت إقتصاديا
و مالياً علي دولة تعتبر قاطرة دول اتحاد الأوروبي تلك الظروف الناجمة عن الحرب الروسية الاوكرانية تلك الظروف تمثل النار التي أشعلت تلك الجماعة المتطرفة و التي حددت ساعة الصفر في القيام بهذه العملية الانقلابية الفاشلة خاصة و تحديداً عندما أصدرت الحكومة الألمانية مؤخراً سلسلة من الخطوات و إتخذت حفنة من القرارات لتشجيع حصول مواطني الدول المجاورة علي الجنسية الألمانية
هذا و قد أثبتت تقارير معلوماتية مصدرها بيانات هيئات التحليل و الاحصاء في ألمانيا وجود خلل في تركيبة عدد السكان في ألمانيا حيث تشير تحليل هذه البيانات الي أن عدد السكان في ألمانيا
في تراجع مستمر مما يؤثر سلبياً على خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ألمانيا .
هذا بالإضافة إلي ما أحدثته الحرب الروسية الاوكرانية من تزايد عدد اللاجئين الأوكرانيين مما أدى الي زيادة أعباء الحكومة الألمانية و أثقلت حجم ميزانيتها للصرف في أوجه الدعم اللوجستي لهؤلاء اللاجئين هذا الدعم الحكومي آثار حفيظة هذه الحركة المتطرفة و خروجها من مخابئها المنتشرة في جميع أنحاء ألمانيا للقيام بهذه المحاولة الانقلابية الفاشلة .
و ما يزيد من خطورة هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة هو ما نشرته مجلة التايمز في عددها الصادر هذا الأسبوع من وجود مؤشرات قوية إلي إقدام هذه العناصر الإرهابية على شراء العديد من قطع الأراضي في ألمانيا بمساحات كبيرة لإقامة معسكرات لتدريب من تختارهم من فرق تستطيع تكليفهم لأعمال عنف
و إرهاب مسلح كما تشير تلك التقارير و الاحصائيات الي تزايد أعداد هذه العناصر بشكل ملحوظ بتزويدهم بأسلحة متطورة مما يهدد الأمن و الاستقرار و النظام في الدولة و يعرضها للخطر و التهديد في حدوث انقلاب علي النظام السياسي في ألمانيا و هو ما نتج بالفعل عن انتهاز الفرصة المواتية لهم عندما تتيح لهم الظروف المناسبة في الوقت المناسب للقيام بها .
و الجدير بالذكر أن الحكومة الألمانية قامت في الآونة الأخيرة بتفتيت عناصر النخبة من قوتها المسلحة التي تسمي بالقوات الخاصة (الكوماندوز) و التي تتميز بكفاءاتها القتالية الفائقة ذات المهام الخاصة و ذلك عندما علمت الحكومة من أجهزة المخابرات الخاصة بها بوجود عناصر من هذه الجماعات اليمينية المتطرفة داخل هذه القوات الخاصة.