بعد السجن لمدة 23 عام..القضاء الاميريكي يبرأ عدنان السيد السعودي المتهم بقتل صديقته..

جريدة بكره احلى الإخبارية رئيس التحرير وجدى وزيرى 

بقلم ميادة المندوه رفعت

في يوم 13 بناير من عام 1999 خرجت هاي مين لي من دوامها المدرسي و استقلت سيارتها الخاصه و اختفت عن الانظار، انتظرتها عائلتها كثيراً فلم تعد، كما انها تخلفت عن احضار ابن خالتها الصغير من مدرسته في الساعه 3:15 عصراً مما زاد من قلق العائله و هنا قرروا ابلاغ السلطات…

ولدت هاي مين لي عام 1980في كوريا الجنوبيه وهاجرت مع والدتها واخيها في عام 1992 للعيش مع اجدادها في أمريكا و هناك تعرفت على شاب في مدرستها الثانويه يدعى عدنان السيد – سعودي الجنسيه –

ونشأت بينهم قصة حب قصيره وانتهت بالانفصال ،وبعد أربعة أسابيع من اختفاءها وتحديداً في اليوم التاسع من شهر فبراير تم العثور على جثة هاي مين لي بواسطة احد الماره مدفونه جزئياً في حديقة ليكين بارك، و اوضح تقرير الطب الشرعي انها تعرضت للقتل خنقاً و في اليوم الثاني عشر من نفس الشهر جاءت مكالمه هاتفيه إلى مكتب التحقيقات من مجهول اتهم فيها صديقها السابق عدنان السيد بقتلها، وطالبت شرطة بالتيمور بأرقام الهواتف المحموله المتواجده في 13 موقع يشتبه بان هاي مين لي قتلت في واحداً منهم علهم يجدوا رقم هاتف خلوي يخص عدنان السيد بالقرب من هذه المواقع ليستطيعوا توجيه التهم إليه بشكل رسمي، وهنا وجدوا ان احدى محطات الشبكات المحموله التقت اشاره لشخص يدعى جاي وايلدز. هو صديق مشترك لعدنان السيد و هاي مين لي..

و باستجواب جاي وايلدز انكر في بادئ الامر اي صله له بالجريمه و لكن بعد ضغط الشرطه عليه اجرى صفقة اقرار بالذنب و اقر فيها ان عدنان لجأ له بعد قتله لهاي مين لي ليساعده في دفن جثتها و اخفاء السياره الخاصه بها، وفي يوم 28 من فبراير تم إلقاء القبض على عدنان السيد و بدأت محاكمته في قضية مقتل هاي مين لي و اقل ما يقال انها محاكمه عنصريه بدون اي دليل مادي يدين ذاك الفتى السعودي الصغير فقط كلام مرسل من شاهد مضلل و مكالمه تليفونيه لا نعلم حتى من أجراها،هكذا و كانت هذه هي ما اعتبرها الادعاء ادله ضد عدنان وكانت رواية الادعاء ان عدنان هاجم هاي مين لي في موقف السيارات الخاص بالمدرسه و قام بقتلها خنقاً ثم دفنها في الحديقه حيث وجدها احد الماره واخفى سيارتها،..
و بدأت المحاكمه و تناقضت اقوال جاي وايلدز في كل مره عن المره السابقه لها واهم هذه التناقضات انه قال اثناء التحقيق معه ان عدنان هاتفه مباشرةً بعد ارتكابه الجريمه لمساعدته في اخفاء الجثه ولكن الطب الشرعي اثبت من خلال زرقة وجه هاي مين لي انها ظلت مستلقيه على وجهها بعد مقتلها لمده لا تقل عن 12 ساعه في وضعيه معاكسه لما وجدت عليه حين العثور عليها اي ان الجثه لم يتم دفنها عقب ارتكاب الجريمة مباشرةً كما ادعى جاي!!..
كما وان تناقضت شهادة مدرب فريق المصارعه بالمدرسه الذي أدلى بشهاده تدين عدنان حيث قال ان عدنان كان مع هاي مين لي يوم مقتلها ويستعدون لحضور مباراة مصارعه في المساء و اثبتت التحقيقات عدم اقامة اي مباريات في ذاك اليوم،..
اتظن عزيزي القارئ ان عجائب هذا التحقيق المشبوه انتهت هنا، لا لم تنتهي هنا ياسيدي الفاضل، حين راجع محامي الدفاع عن عدنان الشريط المسجل للتحقيق مع جاي وايلدز لاحظ انه كلما أخطأ في شئ قام احد المحققين بالنقر على الطاوله!! فيصحح بعدها جاي وايلدز اقواله قائلاً:لقد تذكرت شيئاً، او لقد غاب عني ان اذكر لكم هذا!!!!…

و بتاريخ 25 فبراير من عام 2000 ادين عدنان السيد بارتكاب جريمة قتل من الدرجه الاولى وجريمة اختطاف و جريمة سرقه وحكم عليه بالسجن لمدى الحياه بالإضافه إلى 30 عام، و رغم محاولات عدنان العديده للاستئناف إلا انه كان يواجه بالرفض في كل محاوله..

وفي عام 2014 تناول مسلسل عن جرائم القتل قضية عدنان و اوضح العديد من القصور في التحقيقات و المحاكمه، و في اليوم السادس من فبراير عام 2015 قدم عدنان طلباً للاستئناف، و في التاسع عشر من مايو قبلت محكمة استئناف ميريلاند طلب عدنان، و عقدت جلسة استماع للطعون المقدمه من محامي الدفاع، و هنا تقدمت سيده تدعى آسيا ماكلين للشهاده و قالت انها كانت مع عدنان في مكتبة المدرسه الخاصه بهم في نفس الوقت الذي حدده المدعي العام لوفاة هاي مين لي، وفي السادس من نوفمبر لعام 2015 امر قاضي محكمة الدائره العليا بإعادة فتح التحقيق في قضية عدنان، مما ترتب عليه اثبات عدم وجود اي دليل ضده و بناءاً عليه وفي تاريخ 30 يونيو من عام 2016 تقرر اعادة محاكمة عدنان السيد من جديد و بسبب مماطله واعتراضات من الادعاء تم تأجيل اجراءات المحاكمه إلى ان تم تأيد اعادة المحاكمه من محكمة استئناف ولاية ميريلاند في يوم 29 مارس 2018 و بدأت الكثير من جلسات الاستماع و تم التشكيك بشهادة جاي وايلدز و النظر له على انه المتهم الأول والاساسي في القضيه نظراً لالتقاط برج اشارة الهواتف الخلويه اشاره لهاتفه بالقرب من احد المواقع المشتبه بارتكاب الجريمه بهم، كما وانه انكر اي صله له بالجريمه ثم بعد الضغط عليه قام باتهام عدنان بشكل مباشر دون ان يقدم اي دليل مادي على ارتكابه الجريمه و بدا الامر و كأنه يلصق التهمه به لينجو بنفسه، وأيضاً وجد ان الحمض النووي الموجود على الضحيه و بالقرب من موقع دفنها كان يشير إلى العديد من المشتبه به في قتلها و لم يكن عدنان السيد من بينهم، وبين مؤيد و معارض لإعادة المحاكمه،ومن يلقون عل دى عدنان باصابع الاتهام و من يروه بريئاً لم يقترف اي جرم، و بعد ان رفضت اعادة محاكمته و اعيدت لاكثر من مره، أخيراً وفي شهر سبتمبر من العام الجاري 2022 تم اسقاط جميع التهم عن عدنان السيد و اثبات براءته و تم الافراج عنه تحت الاقامه الجبريه في منزله لمدة شهر انتظاراً لما اذا كان لدى الادعاء اي اعتراض على براءة عدنان السيد او كمهله للبحث عن اي ادله جديده تثبت إدانته، ولم يتقدم الادعاء بأي اعتراض او ادلة ادانه ضد عدنان و هكذا تم اسقاط جميع التهم عن عدنان بعد ان امضى ما يقرب من 23 عاماً في السجن ظلماً…

وهكذا عزيزي القارئ اضاعت بلد الحريات و حقوق الانسان مايقارب من الربع قرن على شاب في مقتبل العمر مسجوناً مظلوماً مقهوراً فقط لانه من عرق مختلف ولاسباب شديدة العنصريه، وكذلك تقاعصت عن تحقيق العداله للمجني عليها واسرتها، شاركني برأيك وتعليقك عزيزي القارئ اين الانسانيه في قضية عدنان السيد واين احترام الحريات و قد سجن الرجل طيلة شبابه ولمدة 23 عاماً ظلماً بدون اي دليل مادي يدينه.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock