جريدة بكره احلى رئيس التحرير وجدى وزيرى
بقلم : حسين عطايا – كاتب وناشط سياسي لبناني .
في عمليات غزة العسكرية ، والتي تدور منذ ما يُقارب الثلاثة ايام ، تحت مُسمى الفجر الصادق ، متعددة الاهداف والغايات ، كما أنها ذات اهمية بالغة في ضوء ما يدور في الداخل الاسرائيلي من ازمات سياسية ، تدور منذ ما يُقارب الثلاث سنوات حيث شهدت الساحة السياسية الصهيونية انتخابات عدة كان أخر نتائجها الحكومة الاخيرة المستقيلة والتي تقاسم السلطة فيها كل من نفتالي بنيتث ويائير لبيد ، والتي تشكلت في ٢١ حزيران – يونيو ٢٠٢١ ، والذي يدور في غزة اليوم احد فصول السياسة الصهيونية على حساب الدم الفلسطيني في غزة والذي يتحكم بقرارت القطاع مجموعة من الفصائل الاسلامية والتي ولائها ليس لفلسطين بل قرارها الرئيسي إما في قطر او في طهران .
الجولة الاخيرة من الصراع في غزة اتى على خلفية اغتيال اسرائيل لقائد الجبهة الشمالية في قطاع غزة .
من هو تيسير الجعبري :
يُعد تيسير الجعبري الذي لقي حتفه الجمعة إثر غارة جوية إسرائيلية في غزة من أبرز القادة العسكريين في حركة الجهاد الإسلامي.
حملته الدولة العبرية مسؤولية هجمات شهدتها في الآونة الأخيرة.
ينحدر تيسير الجعبري وهو من مواليد 1972، من عائلة غزاوية وانضم في ثمانينيات القرن الماضي إلى حركة الجهاد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وكان الجعبري وهو حائز على شهادة بكالورويس في “دراسات الشريعة الإسلامية”، يشرف على “قسم العمليات” في “سرايا القدس”، قبل أن يصبح قائدا لمناطق شمال قطاع غزة، خلفا لبهاء أبو العطا الذي اغتالته إسرائيل في غارة على منزله العام 2019.
وبعد اغتيال أبو العطا، شهد قطاع غزة مواجهة عسكرية دامية استمرت لنحو ثلاثة أيام بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي الجهاد الإسلامي، وقُتل خلالها خمسة وثلاثون فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحكومة حماس .
وكان للجعبري “دور كبير في الإشراف على تنفيذ العديد من العمليات الفدائية” ضد إسرائيل، وفقا لمصدر في الجهاد الإسلامي.
ووفق مسؤول الإعلام في حركة الجهاد، داود شهاب، حاولت إسرائيل اغتيال تيسير الجعبري عدة مرات، وكان آخرها خلال حرب أيار/مايو 2021.
سير المعارك :
من جهته توعد الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة والذي يزور طهران ، بأن “يدفع الاحتلال ثمنا غاليا لعدوانه الذي استهدف قطاع غزة”، مشددا على أنه “لا خطوط حمراء بعد اليوم”.
وتم قتل الجعبري، مع فلسطينيين آخرين من بينهم الطفلة آلاء قدوم وعمرها خمسة أعوام، كما أصيب أكثر من أربعين شخصا، خلال الغارات الإسرائيليّة على قطاع غزّة.
وقالت إسرائيل بخصوص هذه الغارات إنها “ضربة استباقية” على الجهاد الإسلامي قُتِل فيها الجعبري الذي تُحمله الدولة العبرية مسؤولية هجمات شهدتها في الآونة الأخيرة.
أما “سرايا القدس” فأطلقت أكثر من مئة صاروخ على مدينة تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، في “رد أولي”، بعد ساعات على اغتيال الجعبري، وفق بيان لها.
وقد حشدت القوات الصهيونية ما يُقارب خمس وعشرين الف جندي في محيط غزة واستعملت كافة انواع الاسلحة ، بما فيها منصات القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الاتية من غزة .
كما أن حركة الجهاد قد امطرت مناطق غلاف غزة برسقات متعددة من الصواريخ كما وصل بعض صواريخها الى بعض احياء تل ابيب .
اليوم الاحد صرح رئيس الحكومة المستقيلة يائير لبيد بأن العملية العسكرية قد حققت اهدافها وبالتالي اصبحت الطريق لمفاوضات وقف اطلاق النار سالكة بعد ان كانت ترفضها من قبل .
الوساطة المصرية .
من جانبها، تبذل مصر وأطراف أُخرى جهودا مكثفة لدى الطرفين من أجل وقف هذه المواجهة العسكرية والتوصل إلى تهدئة الوضع في المنطقة .
ومنذ اللحظات الاولى لانفجار الوضع دخلت المخابرات العامة المصرية على خط الوساطة وقد فتحت خط اتصالات مباشر مع الولايات المتحدة الامريكية للضغط على اسرائيل لدفعها الى وقغ اطلاق النار والتهدئة ، وإعادة الوضع الى ما كان عليه من قبل الاعداء الاخير والتي اعتبرته إسرائيل عملية إستباقية لتحقيق بعض الاهداف .
ماذا حققت إسرائيل من عملياتها :
اولا :
اغتيال القائد الجعبري والذي يُعتبر من ابرز قيادات الجهاد الاسلامي في غزة .
ثانياً :
على الرغم من عدم خروجها الى الضوء حتى اليوم ، لاشك بأن الحرب الاسرائيلية على الجهاد الاسلامي واستثناء حركة حماس
“” قوات ومواقع ” مما خلق حالة انقسام في صفوف الحركتين ، حيث وقفت حماس على الحياد مما سيخلق حالة حساسية وقد تصل فيما بعد الى التنافر او التقاتل ، وذلك سيؤجج الازمات التي تعيشها الساحة الفلسطينية في غزة .
ثالثاً :
الساحة الاسرائيلي تشهد عملية تحضير لانتخابات تشريعية في تشرين الاول – اوكتوبر القادم ، وذلك ما يدفع برئيس الحكومة المستقيلة يائير لبيد بأن يتشدد اكثر فأكثر ، حيث أنه يتوقع أن قيامه بهذه العملية فد يُفيده في استقطاب عطف الجماهير الاسرائيلية لانتخابه في الانتخابات القادمة مما يُعيده الى السلطة مجدداً .
وعلى الرغم من كل العناد الاسرائيلي ، إلا انه كُتب النجاح للوساطة المصرية ، نتيجة ما بذلته الدبلوماسية المصرية من اجل الحفاظ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي يتعرض للحصار والقصف من قبل إسرائيل ، ويجري العمل على تنفيذ الاجراءات التي نص عليها اتفاق الهدنة ما بين إسرائيل وحركة الجهاد الفلسطينية .