
البقاء لله رحل عن عالمنا الي جوار ربة المغفور لة بأذن الله
الفريق عبد رب النبى حافظ .. القائد الأسطورة
بعد الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه ومع استمرار التفوق المصرى ،أرسلت أمريكا كميات هائلة من الأسلحة البرية والجوية ،وبدأت قوات العدو تستعيد توازنها .. لكنها فوجئت بالفرقة 16 مشاة التى كان يقودها هذا الرجل .
إنه اللواء عبدرب النبى حافظ
(المولود فى باب الشعرية عام 1930) الذى حطم موجات الهجوم الإسرائيلى المدرع،ليس هذا فحسب بل إن هذا الرجل ووفق السجلات العسكرية كان يمتلك قدرات قيادية غير عادية زرعها فى جنوده ،فمن بين قواده (شفيق مترى سدراك) أول الشهداء من الرتب الكبيرة قائد اللواء الثالث مشاء
الذي حقق انتصارات كاسحة
كما كان من بين قواده العميد عادل يسرى الذى فصلت ساقه وهو يقود أحد الألوية فاحتفظ بساقه المقطوعة وظل يقود الجنود حتى نقلوه عنوة الى الخلف
بطولة الفرقة 16 مشاة يوم 6 أكتوبر
تحت قيادة اللواء عبد رب النبي حافظ
عند الساعة الخامسة من مساء6 أكتوبر كانت الفرقة16 مشاة بالكامل قد عبرت ورفعت الأعلام المصرية علي الضفة الشرقية للقناة وكان بين رجالها العميد قائد الفرقة وكتيبة برمائية, وعلي الفور قام المقاتلون بالاستيلاء علي المصاطب الترابية التي اقامتها القوات الاسرائيلية بالضفة الشرقية وكان ذلك بعد45 دقيقة فقط من إتمام العبور ثم مالبثت القوات الاسرائيلية المدرعة ان بدأت بهجوم ضار بالدبابات من احتياطيها القريب, إلا أن فرقة المشاة المصرية تصدت لموجة الهجوم الاولي وأفشلتها تماما.
وفي الساعة التاسعة و20 دقيقة وصلت اول دبابة مصرية إلي الشاطيء الشرقي في قطاع الفرقة16 المصرية. وفي تلك اللحظات بدأت القوات المعادية في توجيه أول هجماتها من احتياطي الدبابات البعيد واشتركت في هذه الهجمة50 دبابة ووحدة مشاة ميكانيكية توجهت إلي الجانب الأيمن من الفرقة المصرية إلا أن المقاومة المصرية الشرسة أسفرت عن وقوع خسائر فادحة في الجانب الاسرائيلي وصلت إلي20 دبابة خلال وقت قصير جدا واستمرت الفرقة16 في التقدم في محاولة للوصول إلي منطقة الطالية وهي عبارة عن تبة عالية يبلغ ارتفاعها34 مترا وتسيطر علي أرض القتال, ولقد تمكنت الفرقة المصرية بالفعل من الوصول إليها والسيطرة عليها.
وفي محاولة يائسة حاولت القوات الاسرائيلية الهجوم علي الجانب الأيسر بعد ان فشلت محاولتها للنيل من الجانب الأيمن للفرقة المصرية وكان ذلك يوم8 أكتوبر في الساعة الثامنة مساء وقامت بهذا الهجوم50 دبابة إسرائيلية أخري لتفشل القوات الاسرائيلية مرة أخري في تحقيق أهدافها لتعاود الهجوم علي نفس الجانب في صباح اليوم التالي ويكون نصيبها الفشل, بينما تواصل الفرقة المصرية تقدمها شرقا لتلتقي مع عناصر الجيش الثاني الميداني المصرية وقام القادة بتجهيز المواقع الجديدة التي استولوا عليها ليشتد جنون القوات الاسرائيلية فتحاول الهجوم للمرة الثالثة علي الجانب الأيسر ولكن هذه المرة بقوة أكبر بلغت150 دبابة. وهنا تدور إحدي أشد المعارك واشرسها اضطرت علي أثرها القوات الاسرائيلية إلي الانسحاب بعد مقاومة مصرية استمرت لأكثر من أربع ساعات, ولم تفلح كل هذه المحاولات الاسرائيلية المستميتة في وقف تقدم الفرقة16 حيث كانت القوات المكلفة بمهاجمة الحصنين في الدفرسوار قد استولت عليهما من خلال الهجوم علي محاور متعددة بين اليمين واليسار والخلف وتمكنت هذه القوات من أسر37 إسرائيليا في صباح يوم9 أكتوبر قامت القيادة الاسرائيلية بحشد اللواء(600) مدرع لمعاونة القوات الأصلية بهذا الموقع وبدأ الهجوم الاسرائيلي بـ150 دبابة علي مدي المواجهة كلها في الوقت الذي يندفع فيه اللواء600 المدرع الاسرائيلي بأكمله في منتصف التشكيل.
وعلي الفور تتصدي له المدرعات ومضادات الدبابات المصرية ووصلت المسافة بين مدرعات الطرفين في بعض الأحيان لنحو100 متر فقط حيث اسمي البعض هذه المعركة باسم صدام الدروع وقام قناصو الدبابات المصريون بتدمير34 دبابة, بينما استمرت هذه المعركة التي لامثيل لها حوالي7 ساعات كاملة حتي الساعة الرابعة من بعد ظهر ذلك اليوم.
وفي صبيحة اليوم التالي10 أكتوبر قامت القوات الاسرائيلية في الساعة الخامسة صباحا بالتمهيد النيراني لهجوم جديد باستخدام المدفعية والطائرات ثم اندفاع70 دبابة معادية في اتجاه مواقع وتحصينات الفرقة المصرية التي أبدت مقاومة شديدة أوقفت الهجوم بعد ساعات من بدايته.
وتتكرر المحاولات الاسرائيلية اليائسة لتدمير ووقف الفرقة16 المصرية عند مساء ذلك اليوم إلا أنها تبوء جميعها بالفشل وتضطر القوات الاسرائيلية إلي الارتداد, ثم الانسحاب أخيرا وكانت آخر هذه المحاولات الهجوم الاسرائيلي بـ100 دبابة علي الجانب الأيمن للفرقة المصرية في منطقة الدفرسوار عند التقاء القناة بالبحيرات المرة ومرة أخري كان نصيب هذا الهجوم كسابقية.. فشلا ذريعا.