“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”
وعد صادق و حكم إلهي صدر منذ الاف السنين ومازالت العبقرية المغربية التي تتفاخر في كل المناسبات والصراعات والأزمات واعتبرها من دلائل عبقرية هذا الشعب… مازالت هذه العبقرية لم تتمكن من لحاق ركب الحضارة وإدراك أبسط المسلمات التي عرفت منذ الازال. التغيير لا يحدث بالصراخ والتخريب أو الهروب والعزوف وإنما بالعمل على إحداثه وبالإصرار والثبات على قرار واحد.. إن الحالة المزرية التي ما يزال يعيشها الشعب المغربي من تلذذ الألم والشكوى وخروج البعض أفراداً وجماعات مطالبين الدولة أن توفر لهم حقوقهم.. ونسوا أن هذه الحقوق يترتب عليها أيضاً واجبات.. أبسطها وأولها أن يغير كل منا نفسه.. فمن أين للاقتصاد أن ينمو مثلاً ومازال من يسرق يسرق ومن ينهب ينهب ومن يكذب مستمراً في كذبه وغشه وتدليسه بلا حرج حتى أولئك الذين يتمسحون بالدين ويرفعون رايته.. دعنا من المسؤولين والنخب السياسية والثقافية بما لهم وعليهم… إنني أخاطبك أنت أيها المواطن البسيط.. ألا تخرج وتخاطر بحياتك وحياة أولادك كل يوم في صراع مع الحياة من أجل لقمة العيش او شيء ما؟؟ اسأل نفسك ثم أجبها.. ما الذي غيرته حولك أو حتى في نفسك.. هل توقفت عن الكذب والخداع والنفاق أو حتى التلون كالحرباء ؟ أم أنك بدأت تخرج أسوأ ما في نفسك.. وكأن الواقع والسنين حولتك إلى كائن نهم متعطش للخراب والدمار.. إن الشدائد والمحن تظهر المعدن الحقيقي للبشر وما نراه حولنا الآن لمؤشر خطير على طبيعة معادننا ودخائل نفوسنا وكأن الله قد جعل بأسنا بيننا شديد عقوبة منه على جرائمنا في حق أنفسنا وحق المجتمع أولا بدل أن يبدلنا بالظلم عدلا والفقر رخاء. ألا يعنى هذا أن ثمة شيء ما خطأ.. صرنا وكأننا نخرج في كل حركاتنا ليس دفاعا عن المبادئ والقيم والحق بل لأننا استكثرنا على من أنبناهم عنا وزمرتهم أن ينهبوا المغرب وحدهم وأراد كل منا أن يكون شريكا لهم في هذه الغنيمة.. إن الحرية والعدل والحق أول مقوماتها الضمير اليقظ.. ونكاد نعلّق على أبواب بيوتنا لوحة ممنوع اقتراب الضمير.. مرة بحجة لقمة العيش وأخرى بحجة أن لا شيء تغير وثالثة بانتظار أن تتغير الدولة وتأتي حكومة أخناتوش الاعظم على رأس هذه الدولة لتصلح ما فسد منها.. ألم نكن نحن منذ البداية الذين رفضنا أفعال أخناتوش والهته مند سنتين مضت رغم وجوده بالحكومة المنتهية ولايتها بقيادة الشيخ همام او من خلفه طبيب المجانين ورفضنا كل المهرجين الذين نزلوا الساحة الانتخابية من جديد في تهافت على كرسي في الحكومة وكأنه ورث لن يتنازلوا عنه..شدتني تصريحات الأحزاب الموقرة خصوصا حزب الأعظم أخناتوش قبيل الانتخابات بأنه سيعمل على التغيير لخدمة المواطن وفعلا أبر بوعوده لأول مرة بتغير حياة ونظام الشعب فسكتنا بحجة أنها مرحلة جديدة بقيادة الآلهة العظيمة خوفا من سخطها بل كانت حجج أخرى نتذرع بها لنهرب من واجبات في أعناقنا.. مرة رفضنا تواجد ممثلين فاسدين لكي يغنم كل منا مغنمه والآن نتحجج أن الأحزاب في حماية الآلهة العظيمة لكي لا نبذل الجهد المطلوب ونواجه أنفسنا وضمائرنا..فمنا من يهتف ويهلل..و ساكت على الفساد وآخر مرتش وثالث كذاب ورابع غشاش وخامس ظالم مغالي في الظلم وسادس وسابع.. كأنها لم تكن هناك ثورة وشمس لتغيير وكأن كل ما مررنا به طيلة هذه السنين لم تكن إلا تهيئة ودروس لاستقبال الجائحة التي عصفت بنا وباقتصادنا وبالعالم بلا مبرر.. الجميع واقف وأكررها “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.وإلى أن تصحوا الضمائر ويرى كل منّا واجباته نحو المجتمع قبل حقوقه فإنني أنصح كل الصارخين الناطحين بالكف عن الندب عبر شاشات ووسائل الآلام او وسائل التواصل الاجتماعي بلا طائل وفى الخرجات الفئوية التي أقل ما توصف به أنها أنانية محضة ولؤم وسوء سريرة .. بصدق قرائي الاعزاء أعجبت باطلالة الإلاه الأعظم اخناتوش عبر تغريدته التي ظلت عالقة بمخيلتي وسط مزرعته بفتح قناة مع المشاهير وأصحاب روتيني اليومي للتواصل مع المستضعفين والمشتكين مبادرة حميدة من الالهة العظيمة ولأول مرة باستعمالها الآية القرآنية الكريمة للمولى عزوجل “فادعوني استجب لكم اني اقرب اليكم من حبل الوريد” ان الهة اخناتوش الأعظم فتحت الباب على مصرعيه للشعب حتى تسمع شكواه وترفعها عنه فهلموا جميعا لتشجيع قناة الالهة عسنا نحضى بصكوك الغفران ..حقيقة اليوم الجميع ينقض العهد بين تخل ولا مبالاة وخوف وعدم اهتمام، وتطالبون في أصعب اللحظات وكأنكم تساومون هذا الوطن إن لم يحقق لكم المطالب سترحلون وكل ذلك من أجل مصلحة من يحركونكم وتنسون مصلحتكم فلترحلوا ماذا تنتظرون كما قلتها سابقا بأحد مقالاتي التي نشرت بجريدة سفير بلا حدود فلترحلوا جميعا إلى الوقواق .. ألم تصمتوا سنين وسنين بل جعلتم المشي جانب الحائط نبراسكم وهاديكم! والآن تسكنون جحوركم وتنسون واجبكم وتتركون الساحة فارغة لتلك الدمى من جديد لتكريس نفس الوضع الذي رفضناه.. من الواضح أن كل ما جنيناه من الثورة ومن إعلام أعمى وعدل مشلول أن أفواها كانت جرداء قاحلة نمت بها ألسن شداد ونمت من جذور تغلغلت في قلوب ماتت وهي حية لم تروى من ماء صفاء الضمير بل رويت من قيح الحقد والغل والأنانية والجبن تنطق في غير مكانها لشهادة الزور ومجابهة الوطنين المخلصين وتغليب الباطل عن الحق وعند الحاجة تخرسون أو أنكم تعملون بنصيحة عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين “كل واحد يأخذ بالو من لغلوغوا”.. وأخيراً كي لا أفهم على غير ما عنيت.. فإن اعتبار مطالب التطهير من شراذمة ولصوص النظام طلبات ستظل حبر على ورق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما لم نغير أنفسنا ونقف ضد الفساد والمفسدين ضد اللصوص والخونة والمتاجرين بنا وبأمننا ومستقبل فلذات أكبادنا باختياراتنا المنبثقة من ضمائرنا إن كانت لا تزال حية فقد قالها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله واعيدها عليكم مرة أخرى أنتم المسؤولون عن الأوضاع بسماحكم للصوص والخونة لولوج مناصب القرار والله المستعان.
بقلم الدكتور عادل أعوين