بقلـــم
دكتور / محمد عيد ذكي
إن مصر لم تكن مجرد وطن ولكنها وطن وأم بل أمه كبيرة مرت على مر العصور بأوقات عصيبة وأيضًا بأوقات رخاء مرت بأفراح وأحزان مرت بأوقات حرب وأوقات سلم وأثبتت أنها بإذن الله قادرة على تخطي أي صعاب مهما كان حجمها وقدرها وذلك عن طريق الشباب الذي يكن للوطن الوفاء والإخلاص والعطاء بل قد يتطلب الأمر التضحية من أجل الكرامة والشرف والكبرياء وحينما ساد في هذا العصر الفساد والسرقة وغلاء الأسعار وانخفاض رواتب الموظفين وازدادت احتياجات الأسرة والأبناء وقلة الوظائف وزاد العاطلين وارتفع سن الزواج للولد والبنت وزادت العنوسة وزادت بداخل كل منهم الحاجة للزواج فيتجه بعضهم لله سبحانه وتعالى وهؤلاء المؤمنين الذين يؤمنون بقضاء الله وقدرة وهناك بعض أخر يتجه اتجاه منحرف عن الطبيعي وهذا هو البعيد عن الله غير المؤمن كل هذا أدي بالشعب المصري العريق إلى القيام بثورة المصريين Egyptian Revolution يوم الثلاثاء 25/ 1 / 2011م الذين أطلقوا عليها ثورة الغضب Angry Revolution ولكنني أطلق عليها ثورة المصريين 25 / 1 / 2011م .
قد قام الشعب المصري العريق بثورة يطلب فيها الحياة الكريمة والكرامة والعزة المتمثلة في العيش بأسلوب يسمح للمواطن المصري بالاعتزاز بكرامته داخل الوطن وخارجه فالمواطن الذي ينال تقدير واحترام وطنه يحترمه من هم خارج وطنه .
احــــــذروا المصــــــــريــين فقــــــــــد جــــــاءت ثورة المصريين 25/1 /2011م
Egyptian Revolution للمطالبة بحقوق شرعية للمواطن يجب أن يحصل عليها من وطنه فقام عن طريق المظاهرات السلمية بتوصيل صوته ومطالبه إلى أولي الأمر ولكن أندس وسط هذه المظاهرات السلمية فئات مخربة قد تكون معلومة الهوية للبعض هدفت إلى إثارة الشغب والفوضى والتخريب وإثارة الفتن بين أفراد الشعب المحترمين وبين الرأي العام وبين الحكومة فقامت فئات قد تكون معلومة للبعض بمساعدة اللصوص والمجرمين على الهروب من السجون وإمدادهم بالأسلحة واللباس والمال وتوجيههم نحو الفتك بالشعب المصري وأمنه بإثارة الذعر والإرهاب والاضطراب بين أفراد الشعب بل وقتل بعض أفراد الشعب المقاوم لهم بهدف زعزعت الأمن في قلوب المصريين وإثارة القلاقل ظنًا منهم أن الشباب المصري شبابٌ خاويٍ وضعيف لا يستطيع مواجهة أي معتدٍ ووصفوه بشباب الفيس بوك ( Face Book ) والمخدرات والإنترنيت ولكن تشاء الأقدار أن يُثبت الشباب المصري للوطن المصري العظيم وللعالم أجمع أن حب الوطن والوفاء له والاعتزاز بالكرامة والقدرة على مواجهة أي معتدٍ أثيم والفتك به كل هذه الصفات كامنة داخل الشباب ظهرت الآن جلية حينما وجدوا الوطن العظيم في حاجة لهم فقاموا بالتصدي للخارجين على القانون والمسجلين خطر الذين يسطون على البيوت والمتاجر والأماكن العامة الهامة ويقوموا بعمليات سلب ونهب وقتل واغتصاب وإرهاب للأطفال والشيوخ وإثارة القلق والفوضى بالوطن الحر .
فقام الشباب المصري بمواجهة اللصوص والمجرمين ومحاصرتهم والقبض عليهم وتسليمهم إلى الجهات المعنية التي تتولي أمر معاقبتهم وقد يتعرض الشباب إلى مغامرات حتى يتم ذلك قد تؤدي هذه المغامرات إلى قتل أو إصابة بعضهم ليس هذا فحسب بل إن الشباب قاموا بإدارة الوطن كما يجب فقام بعضهم بتنظيم المرور في الطرق بشكل مثالي خالي من أي شوائب وقام البعض الآخر بعمل كمائن لتفتيش السيارات والأفراد بشكل محترم ونزيه وقام الآخرون بحماية المنشآت العامة الهامة مثل المتحف المصري وماكينات الصرف الآلي للعملة ……… وقام آخرون بحماية المنازل والأسر المصرية كل هذا من أجل حماية الوطن والتضحية بالأرواح من أجله .
فقد لاحظت في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن المصري الحر وجود مشاعر جميلة بين جميع أفراد الشعب المصري العريق هذه المشاعر كانت كامنة داخلة ولكنها ظهرت في هذه الأوقات أو بمعنى آخر ظهرت حينما أحتاج إليها الوطن فقد ظهر التعاون بين أفراد الشعب في التصدي للمعتدين وفي تنظيم أنفسهم وأوقاتهم وتحركاتهم فمنهم من يأتي بمشروبات ومنهم من يحضر كراسي ومنهم من ينصح الشباب بكيفية العمل وتنظيمه ومنهم مجموعه تحمى ظهور بعض وقت الشعور بالاعتداء .
معاني جميلة ظهرت وقت الشدة كالحب والوفاء والتضحية والعطاء للوطن فقد ظل الشباب ساهرًا لحماية المنازل والأسر والمنشآت الذي هو بالتبعية حماية للوطن الحر مصر .
لذا فالشباب المصري يوجه رسالة هامه جدًا جدًا إلى العالم كله وهي أن المصريون قادرون على حماية أنفسهم بأنفسهم مهما كانت درجه الصعوبة والشدة التي يمر بها الوطن ، فالمصريون قادرون على التصدي إلى أي جهة سواء كانت منظمة أو هيئه أو دوله تريد انهيار الوطن المصري الحر وتفتيته وإثارة الفتن فيه وتفشي الفوضى والضوضاء والاضطراب وانتزاع الأمن من قلوب أبناءه فالمصريين مجتمعين على هدف واحد وهو أمن الوطن وحماية أبناءه بيدٍ واحدةٍ قادرة على تغيير الأمور للأفضل
وقال الله تعالى : { فَلَمّا دَخَلُواْ عَلَىَ يُوسُفَ آوَىَ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ اللّهُ آمِنينَ } ( سورة يوسف آية ( 99 ) )
عن عمرو بن العاص قال: حدثني عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد
الأرض”
قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : ” إنهم في رباط إلى يوم القيامة”