يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالرئاسة المشتركة مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا “التيكاد”، الذي يعقد في دورته السابعة بمدينة يوكوهاما اليابانية في الفترة من ٢٨إلى ٣٠ أغسطس الجاري، تحت الرئاسة المشتركة من جانب اليابان ومصر “الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي”، وبمشاركة رؤساء الدول الإفريقية، وعدد من المنظمات والمؤسسات الدولية في مقدمتها الأمم المتحدة والبنك الدولي.
يعد المؤتمر من أهم وأبرز المحافل الدولية للتعاون التنموي بين الدول الإفريقية واليابان والمؤسسات الدولية، والذي سيشهد مناقشات موسعة حول ثلاث محاور هي الاقتصاد والمجتمع والأمن والاستدامة.
ويحضر الرئيس عبدالفتاح السيسي، بصفته رئيس الاتحاد الإفريقي، وسيزور طوكيو مع وفد كبير يضم عددا من الوزراء ورجال الأعمال، حيث تعد هذه الزيارة للرئيس السيسي الثانية له لليابان خلال ثلاثة أشهر، حيث زارها خلال شهر يونيو الماضي للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين، مما يعد مؤشرا للمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات المصرية – اليابانية.
سوف يفتتح قمة التيكاد، مؤتمر طوكيو الدولي للتجارة في إفريقيا، رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، ويحضرها عدد كبير من القادة الأفارقة وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص ورجال الأعمال.
وهناك الكثير من المنصات والمؤتمرات الخاصة بإفريقيا، إلا أن التيكاد تعد أهمها، حيث إنها بدأت عام١٩٩٣، وتعد إطارا دوليا موسعا لتناول القضايا الإفريقية وسبل دفع جهود التنمية بها.
وآخر لقاء لقادة التيكاد عقد في نيروبي عام ٢٠١٦، يؤكد أن التيكاد بما ستمثله من حضور مصري وإفريقي كبير ستكون مناسبة مهمة لدفع العلاقات اليابانية الإفريقية والمصرية اليابانية.
سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات خلال قمة التيكاد خاصة بالاقتصاد والمجتمع والأمن والسلام وكذلك تعزيز التعاون بين رجال الأعمال، خصوصا أن اليابان تهتم في مصر بتنمية المواد البشرية في القطاع الصناعي، ودعم البناء المؤسسي للاستقرار والسلام في إفريقيا.
وهناك تبادل في الزيارات بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليابان، الذي زار مصر في عام ٢٠١٥، وفي عام ٢٠١٦ زار السيسي طوكيو للمرة الأولى، كما أن هناك مشروعات مصرية يابانية تدل على التعاون المشترك مثل دار الأوبرا والمتحف الكبير والجامعة المصرية – اليابانية التي تهدف لتنميه الموارد البشرية في مصر والمنطقة، وكذلك دعم المدارس المصرية اليابانية.
وسيكون موضوع القمة الرئيسي المضي قدما بالتنمية الإفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والابتكار.
و”التيكاد” اختصار لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا، ورغم أن هناك الكثير من الشراكات مع إفريقيا إلا أن 3 نقاط تجعل هذه القمة مختلفة؛ أولا قمة التيكاد تعد من أقدم القمم حيث بدأت في 1993، وثانيا لطالما ارتكزت على فكرة الملكية الإفريقية والتعاون الدولي وثالثا، تعد منتدى مفتوحا وشموليا.
وترأس اليابان هذا المؤتمر الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الاتحاد الإفريقى، والمشاركون ليسوا فقط من اليابان وإفريقيا وإنما من دول أخرى غير إفريقية ومؤسسات دولية ومؤسسات المجتمع المدنى والشركات، حيث إنها منصة تجمع أصحاب المصلحة المهتمين بالتنمية الإفريقية وتمنحهم الفرصة لخوض مناقشات مكثفة.
وكانت تيكاد تعقد كل 5 سنوات، ولكن منذ عام 2013، تنظم كل 3 أعوام، مرة فى اليابان ومرة فى إفريقيا، وعقد المؤتمر الأخير “تيكاد 6” فى نيروبى، كينيا وحقق نجاحا كبيرا، حيث حضره 32 رئيس دولة وحكومة برئاسة رئيس الوزراء اليابانى، شينزو آبى، وشارك فيه قرابة 18 ألف شخص من إفريقيا وغيرها من الدول والمؤسسات.
وقمة التيكاد هذا العام ستشجع على إنجاز الأهداف الأفريقية، مثل خطة الاتحاد الإفريقى 2063 وأهداف التنمية المستدامة، على أن تركز على 3 موضوعات رئيسية هى الاقتصاد وتعميق المجتمع المرن والمستدام والسلام والأمن.
كما سيكون هناك اهتماما خاصا بالترويج للتجارة والاستثمارات من خلال المشاركة الفعالة للقطاع الخاص.
تأتى دعوة مصر لحضور القمة استناد لمكانة مصر فى إفريقيا، ورئاستها للاتحاد الإفريقى، ولعرض تجربة مصر التنموية الواعدة للإصلاح الاقتصادى الشامل، ورؤيتها لسبل تعزيز الجهود الدولية لدفع مساعى التنمية فى القارة الإفريقية.
وهذه الدعوات، ولاشك هى انعكاس واضح لأهمية مصر واقتصادها بالنسبة للعالم، وهى بالتأكيد دلالة على صدق مجموعة كبيرة من التقارير العالمية الناشئة من المنظمات المختلفة، والتى تتوقع أن تكون مصر مرشحة لأن تكون سابع أكبر قوة اقتصادية فى العالم بحلول عام 2030، وتسبق دول كبرى اقصتاديًا نتيجة للإصلاحات الاقتصادية التى شهدتها مصر فى الآونة الأخيرة، إضافة إلى الاكتشافات التى تمت، مثل حقل ظهر وهو أكبر الحقول اكتشافًا فى مجال الطاقة.