دكتورة : ناهد غبريال
يعاني الكثير من أولياء الأمور من اضطرابات النطق عند أطفالهم . وبالطبع تعد هذه المعاناة مشكلة حقيقية خاصة عند التحاق الطفل بالمدرسة . فالعديد من المدارس تقوم بعمل مقابلة للطفل قبل قبوله بالمدرسة . وتعقد له إمتحاناً الغرض منه التعرف علي قدرات الطفل العقلية وقدرته علي الكلام . فإذا وجدت المدرسة أي مشكلة في نطقه ، فإما أن ترفضه علي الفور وتفضل قبول الطفل السليم ، إما أن تطلب من والديه عرضه علي أخصائي تخاطب . وهنا يجد الوالدين أنفسهم أمام اختيارين مرهقين : إما أن يتوجهوا بالفعل إلي أخصائي تخاطب ويخضعون الطفل للعديد من اختبارات الذكاء وجهاز النطق وما إلي ذلك من الإختبارات ، وإما أن يبحثوا عن مدرسة تتغاضي عن مشكلة النطق عند طفلهم . ونظراً لطبيعة عملي كمديرة لإحدي الحضانات ، فقد شاهدت كثيراً معاناة أولياء الأمور . مما دفعني لأجد حلاً لهذه المشكلة حتي لا أعرض أطفال حضانتي – علي الأقل – وأولياء أمورهم لهذه المعاناة . فبدأت أدرس مشكلات النطق عند الأطفال ،و التحقت بالكورسات المتخصصة ، وقرأت العديد من الكتب ، مساهمة
حل المشكلة .
والآن ساقوم بمشاركة معلوماتي للقراء حتي تعم الفائدة علي أكبر قدر من أولياء الأمور . وسأقوم تباعاُ بعرض ما توصلت إليه . وسأبدأ بأهم مشكلة في اضطرابات النطق عند الأطفال : – أهم عامل في إكتساب الطفل للغة ترجع إلي التواصل . كلما زاد التواصل مع الطفل زادت رغبته في تعلم المزيد . – التوجيه . يعد توجيه الطفل للنطق الصحيح للكلمة – في جو هادئ بعيداً عن انتقاده أو الصراخ في وجهه أو المزاح من نطقه – من أهم الطرق لعلاج العديد من مشكلات النطق . ” ولذلك علي الوالدين أن يدركا أن إقامة علاقة مستمرة بينهما وبين الطفل ، وإعطاء الطفل الصغير أكبر قدر ممكن من الحب والحنان والشعور بالأمن النفسي خلال السنوات الأولي من عمره ، أمر ضروري لصحته النفسية ولنموه وتطوره الطبيعي بكافة جوانبه بما في ذلك تطوره اللغوي ” وردت هذه النصيحة في كتاب ” اضطراب التأتأة ( رؤية تشخيصية علاجية ” د. هالة إبراهيم الجرواني ، و د. رحاب محمود صديق ) . إلي اللقاء مع المقالة التالية.”