تبدو هيلة الفراج في طريقها لتكون أول معلقة في كرة القدم السعودية، وهو أمر يبدو غير مسبوق في البلاد، وستكون كأس الخليج النسائية الأولى التي ستقام في المنطقة الشرقية اعتباراً من نهاية الأسبوع الجاري بداية لمشوارها الجديد في مهنة التعليق.
وأكدت هيلة الفراج أن الواسطة لم يكن لها أي أثر في مسيرتها الإعلامية ونيلها شرف أن تكون أول معلقة في البلاد، حيث إن اجتهادها هو من جعلها تصل إلى مرادها في الكثير من المجالات وليس فقط التعليق في لعبة كرة القدم.
وبينت الفراج في حديثها أن شقيقها وليد أحد أبرز مقدمي البرامج الرياضية السعودية وكذلك خالد أحد أبرز مقدمي البرامج الكوميدية في السوشيال ميديا، لم يقوما بأي خطوات فعلية من أجل مساعدتها على التقدم خطوات للأمام في الكثير من الأحداث في حياتها العملية بشكل عام والإعلامية بشكل خاص، بل إنهما يرفضان أن يكونا «واسطة»، ويؤمنان بأن من يرد النجاح فعليه أن يسلك الطريق بنفسه دون مساعدة الآخرين، لأن الوسط الإعلامي مكشوف ولا يمكن أن يبقى فيه غير الكفء لفترة طويلة، وليس مجالا مغلقا يمكن أن يكون الفاشل قادراً على الصمود فيه لعدم وجود من يتابع العمل الذي يقوم به.
وحول المدرسة التي تنتمي لها في جانب التعليق الرياضي قالت: «أنا من مدرسة بلال علام والمعلق الإماراتي الكبير فارس عوض، وأعتقد أن الجميع يجب أن يضع له وجهة محددة يستفيد من أشخاص سبقوه في هذا المجال، ولذا كان المفضل لدى مدرستي التعليق المذكورتين». وعن مشوارها في الإعلام قالت: «عملت في إذاعة بانوراما وحاليا في إذاعة (الف الف) ولذا لست دخيلة على الوسط الإعلامي وسبق لي العمل في صحيفة (الشرق) لكن في الجانب الإداري، وكذلك في الكثير من القطاعات والجمعيات الخيرية في أعمال إدارية وسكرتارية، وكل هذه الخبرات التي نلتها وأطمح لكسب المزيد من التجارب العملية وأتطور بشكل دائم وسط دعم قوي من أسرتي وزوجي وأشقائي».
وأشارت إلى أنها أول سيدة سعودية تنال ترخيصا للتسويق للغير في السوشيال ميديا، وهذه من الشهادات التي تعتز بالوصول لها لعدم تمكن أي سيدة سعودية بأن تسبقها في هذا المجال.
وشددت على أنها اكتسبت الكثير من الخبرات العملية من خلال التنقل بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية وتحديداً مدينة جدة، حيث إن هذه الخطوات العملية أعطتها مساحات واسعة لتحقيق الكثير من الأهداف والطموحات التي سعت بكل جدية للوصول لها دون الاعتماد على اسم عائلتها وثقلها في الوسط الإعلامي.
وترغب هيلة الفراج في التعليق على مباريات الدوري السعودي للمحترفين في الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن طموحاتها في هذا المجال لا يتوقف عند التعليق على أول بطولة خليجية نسائية، بل إن طموحها تحقيق إنجازات والتعليق على مباريات عالمية في المستقبل.
وعما يمكن أن تقدمه في التجربة الأولى في التعليق في الصالة المغلقة دون أن ينقل ذلك إلى من هم خارج الصالة الرياضية سواء بالتلفاز أو الإذاعة قالت: «هناك الشيء الكثير الذي يمكن تقديمه، وبكل تأكيد هناك حاجة إلى سرد معلومات للحاضرات لهذه المنافسات من الحديث عن بدايات كرة القدم النسائية والتشجيع على ممارسة الرياضة للسيدات والكثير من الأمور التي سيتم التطرق لها خلال التعليق».
من جانبها، أكدت سناء العتيق مديرة الفعاليات لمهرجان الشرقية الذي سيشهد التنظيم الأول لبطولة كرة القدم النسائية بمشاركة فرق سعودية وخليجية، أن هذه الفعالية ضمن الكثير من الفعاليات التي ستضمنها المهرجات الأول من نوعه على مستوى المملكة، والذي سيشهد عن مبادرة كبيرة ستكون الأولى من نوعها في الوطن العربي.
وأضافت العتيق أن هناك دعما من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم لهذه المنافسة الكروية النسائية من خلال عضو الاتحاد السعودي أضواء العريفي التي كانت مشجعة جدا لهذه التحركات وداعمة بقوة، حتى إنها كانت ضمن المرافقين في الزيارة التي تمت للأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية الذي شجع من جانبه هذا التوجه، وأكد أن المرأة السعودية ممكنة فعليا، ولكن ما تم هو إزاحة الستار عن هذا التمكين، وهذا ما يؤكد أن القيادة السعودية الحكيمة أولت المرأة السعودية مكانتها التي تستحق ومكنتها بما يتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية والعادات السعودية.
وأضاف: «فيما يخص الزميلة أضواء العريفي فهي مسؤولة في الانضباط واللجنة الفنية للبطولة الكروية، وكذلك تم تنظيم ورش عمل مع رابطة دوري المحترفين إحداها ميدانية، وأخرى عبر الهاتف هذا عدا التزود باللوائح والأنظمة».
وشددت على أن الدعم الكبير الذي تم تلقيه من الأميرة ريما بنت بندر التي تم تعيينها سفيرة لخادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأميركية كان له أثر بالغ جداً في هذه الخطوة التاريخية.
وبنيت أن هذه الفعالية بدعم من الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية وكذلك الهيئة العامة للرياضة، وكذلك الهيئة العامة للترفيه، حيث إن الفعاليات ليست مقتصرة على كرة القدم، بل هناك تسوق وترفيه ومطاعم وألعاب إلكترونية وغيرها وسط خصوصية تامة للسيدات، على اعتبار أن الفعاليات ستحتضنها صالة الهيئة العامة للرياضة بمدينة الدمام «الخضراء».
وحول أبرز الصعوبات التي صادفتهم لتجميع الفرق الرياضية النسوية قالت العتيق: «لم تكن هناك الكثير من الصعوبات لأن الفرق الكروية النسائية موجودة بعضها من عام 2006، ولكن كانت الصعوبات تتركز على كيفية تجميع هذه الفرق في مكان واحد وتطبيق كل الخصوصية التي تناسب السيدات وخصوصا المحجبات منهن، بما يتوافق مع الشريعة والعادات السعودية، وهذا ما تم العمل على إنجازه لمدة عام كامل تضمنت الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة. وأبانت أن عدد الفرق المشاركة 16 فريقا، منها 11 فريقا سعوديا، وفريقان من مملكة البحرين، وفريق كويتي، وكذلك فريق عماني، فيما تعذر وجود فريق إماراتي نتيجة ارتباطات مجدولة لدى الفرق النسائية هناك في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعن المدربات السعوديات المتواجدات قالت العتيق: بالفعل هناك الكثير من المدربات الحاصلات على الرخصة التدريبية «C» مثل مرام البتيري ولجين كاشغري وروح العرفج وغيرهن، وكذلك إداريات سعوديات، ولكن الأكيد أننا لا نمنع مشاركة الفتيات غير السعوديات في هذه المنافسات مع فرق سعودية، لأن الإيمان المترسخ هو أن الرياضة للجميع، ولكن ما يمكن الجزم به أن عدد السعوديات يتجاوز 90 في المائة.
وعن الحكمات اللواتي سيقدن البطولة قالت العتيق: «ستكون هناك 5 حكمات منها 3 من سلطنة عمان والباقي من البحرين».
وأبانت أن عدد اللاعبات في الملعب سيكون 5، بما فيهن الحارس، على أن يقام كل شوط 20 دقيقة، وتقام بنظام خروج المغلوب لمدة 6 أيام. وحول الأوبريت الذي ستشدو به الفنانة وعد في الافتتاح الذي يتضمن 5 أغانٍ تحمل عناوين ملهمة للمرأة السعودية باللغتين العربية والإنجليزية، قالت العتيق: «بالفعل هذا الأوبريت سيكون على قدر التطلعات وسيحمل عناوين ملهمة وفي مقدمتها المقولة الخالدة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان: (طموحنا عنان السماء)».
بقيت الإشارة إلى أن هناك احتمالية في تشكيل أول منتخب سعودي نسائي يتم اختياره من الفرق السعودية المشاركة في هذه البطولة، حيث تتوزع الفرق السعودية المشاركة على 7 فرق من المنطقة الشرقية، وفريقين من العاصمة الرياض، ومثلهما من مدينة جدة.
المصدر : الشرق الاوسط