مقالات الكُتاب

وجادلهم بالتى هى احسن

بقلم :د حسام خلف الصفيحى

ان الهدف من الجدل هو بيان الحق ونصرته قال احمد المعروف بابن القاص:(الاصول سبعة الحس والعقل ومعرفة الكتاب والسنة والاجماع واللغة والعبرة فلا للمناظرين من معرفة جمل ذلك فالحواس خمس : السمع والبصر والشم والذوق واللمس والعقل على ضربين فغريزى ومستجلب والكتاب والسنة على ضربين فمجمل ومفسر وطريق السنة على ضربين فمتواتر واحاد والاجماع على ضربين فاجماع الامة واجماع الحجة واللغة على ضربين فمجازوحقيفى والعبرة على ضربين فاحدهما فى معنى الاصل لايعذر عالم بجهله والثانى ذات وجوه وشعب فمن انكر الحس انكر نفسه ومن انكر العقل انكر صانعه ومن انكر عموم القران انكر حكمه ومن انكر خبر الاحاد انكر الشريعة ومن انكر اللغة سقطت محاورته لان اللغات للمسميات سمات ومن انكر العبرة انكر اباه وامه .وهذه اداب الجدل قال الخطيب البغدادى:وليكن قصده فى نظره ايضاح الحق وتثبيته دون المغالبة للخصم . وقال الامام الشافعى:ماكلمت احدا قط الا احببت ان يوفق ويسدد ويعان وتكون عليه رعاية من الله وحفظ وما كلمت احدا قط الا ولم ابال بين الله الحق على لسانى او لسانه)ويقول ايضا:ما ناظرت احدا الا على النصيحة ويقول :والله ما ناظرت احدا فاحببت ان يخطىء. ويقول ابو يوسف:ياقوم اريدوا بعلمكم الله عزوجل فانى لم احلس مجلسا قط انوى فيه ان اتواضع الا لم اقم حتى اعلوها ولم اجلس قط انوى فيه ان اعلوها الا لم اقم حتى افتضح ويقول الامام الغزالى:ان يكون كل طرف من طرفى المناظرة فى طلب الحق كناشد ضالته لا يفرق بين ان تظهر الضالة على يده او على يد من يعاونه فهو يرى فى رفيقه معينا ومساعدا فى الوصول للحق لا خصما فلذلك يشكره اذا نبهه لموقع الخطا واظهر له الحق كما لو سلك طريقا خطا فى طلب ضالته فنبهه صاحبه الى ان ضالته سلكت الطريق الاخر فانه يسير به ويشكره. .فعلى الذى يريد للناس الاستفادة من الجدل والمناظرات ان يكون القصد الافادة وليس افحام الاخر وابطال قوله ولكن يبين له مواضع الخطا ويكون الجدال فى النفع المفيد للمستمع وليس نطاح وكلام يقابله كلام بدون استفادة ويكفينا قول ربنا :(وجادلهم بالتى هى احسن)حفظ الله اوطاننا مصر الغالية

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى