«حماية الأمة» يشعل غضب العالم وفوضى بالمطارات
ترامب يدافع عن القرار.. وقاضية فيدرالية توقفه مؤقتا.. و دعوات لمظاهرات أمريكية
أثار قرار «حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب» الذى وقعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجمعة الماضية، حالة من الغضب سواء داخل الولايات المتحدة وفى العالم، وذلك بعد قيام عدد من المطارات بتنفيذ قرار منع اللاجئين من السفر إلى الولايات المتحدة.
وسادت حالة من الفوضى داخل عدة مطارات أمريكية مثل»واشنطن دالاس الدولى» و»بورتلاند الدولى» و»جون كينيدى» الذى شهد مظاهرات حاشدة استجابة للدعوة التى أطلقتها جمعيات حقوقية مثل «الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية «احتجاجا على القرارات التمييزية التى اتخذها ترامب ضد المسلمين.
وردد المتظاهرون الذين احتشدوا بالمئات «دعوهم يدخلون، دعوهم يدخلون» ، احتجاجا على منع السلطات لدخول ذويهم . وتركزت الفوضى فى صالة الوصول رقم ٤ حيث احتشد المئات انتظارا لوصول عائلاتهم، ولكن مع مرور الوقت تبين لهم أن هؤلاء منعوا من دخول الأراضى الأمريكية، مما دفع السلطات لإغلاق المخارج التى يستخدمها الركاب فى العادة.
وشاركت فى المظاهرة الممثلة الأمريكية سينتيا نيكسون، فى حين دعا المخرج العالمى مايكل مور فى تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» النيويوركيين إلى الانضمام للمتظاهرين. وقال «لكل أولئك الموجودين قرب نيويورك، توجهوا الآن الى المبنى رقم ٤ فى مطار كينيدى»، مما دفع قوات الأمن لنشر مزيد من التعزيزات بالمكان.
وانتقل الأمر إلى ساحات القضاء حيث قدم الاتحاد الأمريكى للحريات دعوى نيابة عن رجلين عراقيين تم احتجازهما بالفعل فى مطار جون كينيدى بنيويورك، فأمرت القاضية الفيدرالية آن إم دونلى بإيقاف احتجاز وترحيل حاملى تأشيرة دخول الولايات المتحدة من الدول السبع التى حددها ترامب بشكل مؤقت.
وأشار الحكم الصادر عن محكمة فى نيويورك إلى أن الموجودين بالفعل داخل الولايات المتحدة ويحملون تأشيرة دخول سارية المفعول أو من هم فى حالة عبور «ترانزيت» بإمكانهم البقاء مؤقتا داخل البلاد. وقالت القاضية إنه بدون وجود إقامة، فإن هناك «خطرا وشيكا يتمثل فى تعرض اللاجئين وأصحاب التأشيرات وغيرهم من الأفراد المنتمين للدول المستهدفة لأضرار كبيرة لا يمكن إصلاحها».
وتعليقا على الحكم الصادر، قالت وزارة الأمن الداخلى الأمريكية أنها ستواصل تطبيق الإجراءات الجديدة التى تضمنها الأمر التنفيذى لترامب، موضحة التزامها بالحكم القضائى بوقف مؤقت لترحيل المسافرين واللاجئين الموقوفين بالمطارات الأمريكية. من جانبها، أكدت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية وجود مزيد من الاحتجاجات سيجرى تنظيمها خلال الأيام القليلة القادمة.
ومن جانبه، دافع الرئيس الأمريكى ترامب عن قراراته قائلا إن القيود الجديدة التى أعلنتها الولايات المتحدة بشأن اللاجئين والمسافرين «ليست حظرا على المسلمين».
وقال إن القرارات « ليس حظرا على المسلمين، كنا مستعدين لهذا تماما، وهى تعمل على نحو جيد جدا». وتابع «بإمكانك أن تلمس تأثيرها فى المطارات وفى كل مكان، ونحن فى طريقنا إلى فرض حظر صارم للغاية، وسندقق بشدة، وهذا ما كان ينبغى أن يكون عليه الوضع فى هذه الدولة منذ سنوات».
من ناحيتها ، أعربت هيلارى كلينتون، التى كانت المنافسة الديمقراطية أمام ترامب فى الانتخابات الرئاسية، فى تغريدة على تويتر عن دعمها للمحتجين ، قائلة :»أقف إلى جانب من احتشدوا فى أنحاء البلاد الليلة للدفاع عن قيمنا ودستورنا، هذا لا يمثلنا».
وعلى الصعيد الدولى، أثارت قرارات ترامب الاستياء ذاته حيث اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن القيود المفروضة «غير مبررة». وقال المتحدث باسم ميركل إن « المستشارة الألمانية مقتنعة بأنه حتى فى إطار مكافحة الإرهاب التى لا بد منها، من غير المبرر تعميم الشكوك على أشخاص حسب أصولهم أو معتقداتهم».
وفى لندن، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى رفضها لقرار ترامب، مؤكدة انها ستتدخل إذا طالت هذه القيود مواطنين بريطانيين.
ويأتى رد فعل ماى بعدما أعلن النائب البريطانى عن حزب المحافظين نديم زهاوى أنه ممنوع من السفر للولايات المتحدة بسبب أصوله العراقية بحسب القرار. وفى باريس، دعا الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند نظيره الأمريكى إلى احترام المبادئ الأساسية للديمقراطية، ومن ضمنها «قبول اللاجئين». وكانت فرنسا وألمانيا قد أعلنتا وقوفهما فى وجه الحظر الأمريكى، وأعرب وزيرا الخارجية الفرنسى جان مارك إيرو والألمانى سيجمار جابريل عن رغبتهما فى لقاء نظيرهما الأمريكى ريكس تيلرسون. وفى الوقت ذاته، أكد رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو استعداد بلاده لاستقبال اللاجئين «بمعزل عن معتقداتهم». وفى غضون ذلك، أثار القرار حالة من الغضب فى الدول المستهدفة من القرار الذى أصدره ترامب، ففى طهران، اعتبر وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف قرار ترامب «هدية كبيرة للمتطرفين». كما استدعت الخارجية السفير السويسرى القائم بالمصالح الأمريكية فى طهران.
وفى العراق ، طالب الزعيم العراقى مقتدى الصدر الرئيس ترامب بإخراج الرعايا الأمريكيين من العراق. وكتب على حسابه على موقع «تويتر»:»أخرج رعاياك قبل أن تُخرج الجاليات».