مقالات الكُتاب

وفاء ورحمة .. تأليف دكتور محمد عيد ذكي

جريدة بكره أحلى


في يوم من أيام الحياة كنت مترجلا بطريق .. فقادتني قدماي إلى الطريق .. طريق الذكريات حيث شارع المرح والبهجة والصداقة وبيوت الجيران المليئة بالحب والوفاء والعطاء وكلبي الذي كنت أرعاه والحمار الصغير الذي لعبت معه في البيت .. البيت الكبير الذي نما فيه وجداننا ونضجت به أحلامنا مع أحبابنا وطموحنا لمستقبلنا تذكرت جدتي الحانية وجدي الرحيم الصافي ، وجمع العائلة الكبيرة والعزوة والظهر والسند سقطت عبرات من جفون قلبي المشتاق لأجمل ذكريات .. ذكريات العطاء والانتماء والوفاء والحب .
أثناء ترجلي وحنيني للذكريات وتأملي لبيتنا الكبير سمعت صوت نباح كلب يجري مسرعا نحوي ويتهجم على فهربت منه لكنة أخذ يجري مسرعا نحوي حتى ابتعدت عن البيت الكبير ففقدت الوعي لبضع دقائق ثم أفيق لأجد نفسي على ظهر حمار كبير يحملني إلى حيث أسكن وحينما نظرت خلف الحمار وجدت نفس الكلب الذي هجم على عند البيت الكبير وحينما وصلت بيتي اكتشفت أن الكلب الذي تهجم على هو نفسه الكلب الذي كنت أرعاه، لكنه كان ينبح ويتهجم على كي ينقذني من إنهيار بيتنا الكبير حتى لا يصيبني أذى أما الحمار الذي حملني على ظهره هو نفسه الحمار الذي لعبت معه وهو صغير – يقولون أن الحمار يتميز بالغباء لكنة على العكس في غاية الذكاء والحكمة والرحمة لكن الناس هى التي جعلت منه حمارا أما الكلب الذي كاد يضحي بحياته حتى ينقذ من رباه وعطف عليه ، قد صان المعروف وأظهر الوفاء لصاحبة وقت الخطر ، أما البيت الكبير بيت الذكريات الذي إنهار وتحطمت جدرانه وظلت بداخلنا ذكريات ، أما وفاء الكلب وذكاء ورحمة الحمار هم من جعلوني على قيد الحياة ، إن ميراثنا من الحب والاهتمام والوفاء والرحمة والعطاء هو الباقي لكن الجدران تنهار ويتبقى لنا ما قدمناه من حب وعطاء فالكلب الذي ينفر منه الجميع هو من قدم الوفاء والحماية لصاحبة والحمار الذي كان موضع سخرية وتنمر من الآخرين هو من استخدم ذكائة لحماية صاحبة وكان رحيما به .
عذرا !!! تنهار الجدران ويتبقى لنا ما قدمناه من خير.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت ؛ افعل ما شئت فكما تدين تدان )

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock