ســلام القلـوب.. بقلـم “دكتور محمد عيد ذكي”

السلام كلمةٌ عذبةُ الرنين ترددُها الألسنةُ وتتغني بها الشفاه وتحرصُ عليها الشعوبُ أملاً في بناءِ مجتمعِ يقوم على التعاونِ والإخاءِ بين أفرادِه . إن السلامَ أملُ البشريةِ ، وقد حثت عليه جميعُ الأديانِ ، ومن أجلِه قامت المنظماتُ وفي سبيلِه دعا المصلحون ، غيرَ أن كثيراً ممن ماتت ضمائرُهُم يُعدون الأسلحةَ المدمرةَ ويَدْعَون أنهم دعاةُ سلامٍ فكيف يدعو إليه من يُعد الوسائلَ لتدميرِه ؟ فالسلامُ ينادي ضمائرَ المخربين ودعاةَ الحربِ أن يكفوا عن نهجِهم ، وأن يعملوا للسلامِ حتى تعيشَ البشريةُ في أمانٍ . فإننا اليوم نحيا حياةً مليئةً بالمشاحناتِ والمصادماتِ يتولدُ عنها أحقادًا وضغائنَ قد تكون شرارةً لبدء حربٍ نفسيهٍ على العالمِ بأثرِه تؤدي إلى انهيارِ القيمِ والأخلاقِ والمبادئِ … والسلطانِ ، وكما يوجدُ شرٌ يوجد الخيرُ ،وكما توجد كراهيةٌ يوجد الحبُ ، وكما توجد حربٌ يوجد السلامُ . فالسلامُ (The Peace ) : هو أسمي هدفٍ يتمُ الوصولُ إليه . فيعدُ السلامُ في مقدمة القيمِ الإنسانيةِ الرفيعةِ وهناك العديدُ من الأقوالِ المتواترةِ في هذا الخصوصِ ، التي شاعت في أعمالِ الفلاسفةِ والباحثين والشعراءِ والأدباءِ تمجد جميعُها في السلام وتجعلُ منه قيمةً أساسيةً ومحوريةً في الحياةِ . فالسلامُ : هو الاتفاقُ والانسجامُ والهدوءُ والمحبةُ . ولو نظرْنا إلى كلِ التراثِ الإنساني لوجدْنا أن كلَ الإفرازاتِ الفلسفيةِ والدينيةِ والعقائديةِ كانت ومازالت تدعو إلى إحلالِ سلامٍ شاملٍ وكاملٍ وعادلٍ . وحينما نتحدثُ عن السلامِ نتحدثُ عن الأمنِ والطمأنينةِ داخل نفوسِنا فسلامُ القلوبِ حمامةٌ بيضاءُ ترفرفُ على الرحابِ الواسعِ فتسودُها بالحب والخيرِ والنماءِ والعطاءِ والتضحيةِ ، فالسلامُ الحقيقي يجبُ أن يكونَ هدفه السلامَ من أجل الرقي والتقدمِ والحبِ وليسَ من أجلِ الدمارِ والخرابِ فإذا سَلِمَتْ قلوبُ البشرِ سادَ الوئامُ والانسجامُ والحبُ . فالفردُ هو اللبِنَةُ الأساسيةُ في بناءِ السلامِ العالمي ، وإن استخدامَ أساليبِ الحوارِ الديمقراطي العادلِ تساهمُ في التعرفِ على وجهاتِ نظرٍ حقيقيةٍ بعيدةً عن الزيفِ والرياءِ فيؤدي ذلك إلى رقيٍ وتقدمٍ وتنميةِ هذاَ البلدِ . فسلامُ قلوبِ البشرِ يجبُ أن يكونَ من داخلِ الفردِ ذاته حتى يعمَ العالمَ الأمنُ والاستقرارُ والطمأنينةُ فالسلامُ فالسلامُ فالسلامُ العادلْ .
