مقالات الكُتاب

قصة قصيره “ثورة يمامة ” تأليف دكتور محمد عيد زكي

د محمد عيد زكي

في صباح يوم جميل جلست وسط بستان أخضر أتأمل جمال ما خلق الله وأبدع وجدت نباتات مثمرة وأشجار نامية وطيور شادية ونخيل
عالية وسماء صافية ونسمات حانية وزهور زاهية وأحباب دانية وقلوب وافية وعقول راقية وأحلام وأنهار جارية وأرض نامية ودماء في أجسادنا سارية .
رأيت يمامة تتنقل بين أغصان الشجر تارة وترقص بين الزهور تارة أخرى وتحلق في السماء ثم تدنو إلى الأرض

واستقرت على غصن شجرة نامية ولكن وجدتها حزينة فسألتها ماذا بك يا يمامة البستان؟
تأملت جمال البستان من حولها ثم نظرت إلى وقالت : كنت أعيش في بيت كبير ولي عش جميل مستقرة هادئة والبيت يسكن فيه سبع أسر كل أسرة تقدم لي الطعام يوما وكنت أحبهم ويحبونني أغرد لهم في الصباح فيصبح يومهم جميلا ولكن .. تغير الحال إلى الأسوأ وأصبح جميع الأسر يهملون إحضار الطعام لي فدخلت عند كل أسرة لأستكشف الأمر وجدت الأسرة الأولى أن الآباء قد ماتوا وهم من كانوا يطعموني وأصبح الأبناء لايهتمون بي .
والأسرة الثانية لا يجدون المال لإطعام أنفسهم ‘ والأسرة الثالثة كبارا في السن وازداد عليهم المرض فلا يستطيعون إطعامي ‘ أما الأسرة الرابعة فبخلت على بالطعام والأسرة الخامسة إنشغلوا عني بمشاكلهم أما الأسرة السادسة فكانوا خارج البيت أغلب الوقت لكن الأسرة السابعة كانت تضع لي الطعام بانتظام ولكن يوما واحدا . فماذا أفعل باقي أيام الأسبوع ؟
فأخذت أفكر وأفكر أن هذا البيت الكبير الذي كان يضمني وأحبتي وكان به الخير وفيرا والحب كبيرا والتسامح أكبر فسارت القلوب خاوية والمشاعر جافية .. فكيف أعيش ؟
تركت البيت الكبير الذي كنت اعتمد عليه في طعامي ومعاشي وقررت الاعتماد على نفسي فجئت إلى هذا البستان أعيش وأجمع طعامي فوق عشي واتنقل مغردة بين الأشجار والأغصان اتمتع بشذى الزهور أحلق في السماء ثم أدنو إلى الأرض بحرية وسعادة .
قلت لها : ولكنني أجدك حزينة فوق أغصان الشجر الأخضر .
قالت : إن البيت لم يكن طعاما وسكنا فقط ولكنه كان حصنا آمنا يحوي حبا ودفء واستقرارا ورحمة.. كان وطن .. كان وطن .

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى