أخبار اليومتحقيقات .. ومتابعات

الرئيس السيسى يطرح أولويات إفريقيا أمام القمة بعد غد

متابعات وجدى وزيرى 

أكد السفير أسامة عبد الخالق سفير مصر فى أديس أبابا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الإفريقى، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيلقى كلمة عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقى، بعد غد خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية،يطرح خلالها رؤيته حول أولويات القارة السمراء،  خلال عام تولى الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى.
وقال السفير عبدالخالق إن أعمال القمة الثانية والثلاثين العادية للاتحاد الإفريقى، ستبدأ بعد غد وفقا لتقاليد الاتحاد الإفريقى بعقد جلسة مغلقة للقادة ورؤساء دول وحكومات الدول الإفريقية، يستعرض خلالها الرئيس الرواندى بول كاجامى، (الذى تنتهى مدة رئاسته للاتحاد) ما أنجزه خلال فترة رئاسته على صعيد الإصلاح المؤسسى، كما يستعرض رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فكى خلال الجلسة المغلقة أمام القادة التحديات المتعلقة بالإصلاح المالى والإدارى فى الاتحاد الإفريقى، ويقدم رئيس النيجر محمدو ايسوفو أيضا تقريرا حول التقدم المحرز؛ فيما يخص اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية.
وأضاف أن الجلسة المغلقة تستغرق نحو ساعة ونصف الساعة، يعقبها مراسم الصورة الجماعية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى وافق على أن يحتفل والقادة الأفارقة بعد ذلك بوضع تمثال الإمبراطور الاثيوبى الراحل هايلى سلاسى بمقر الاتحاد الإفريقى.
وأوضح السفير المصرى، أنه ستبدأ عقب ذلك الجلسة المفتوحة للقمة الإفريقية،  حيث يتحدث خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس المنتهية ولايته الرئيس بول كاجامى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فكى.
وقال السفير عبد الخالق، إن الرئيس السيسى سوف يدعو خلال الجلسة لاستلام مهام رئاسة الاتحاد الإفريقى، وإلقاء كلمة يستعرض خلالها رؤيته حول أولويات القارة خلال عام تولى الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، لافتا إلى أن تلك هى الرئاسة الرابعة لمصر فى تاريخ منظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الإفريقى، بعد أعوام (1964 و1989 و1993)، ولأول مرة منذ عام 1993، فإن مصر تعود لتتبوأ صدارة قيادة العمل الإفريقى المشترك.
وأضاف مندوب مصر لدى الاتحاد الإفريقى،  أن الرئاسة المصرية تستمر لمدة عام، تختتم فى القمة الإفريقية القادمة فى فبراير 2020 بجلسة مغلقة،  يستعرض خلالها الرئيس السيسى أمام القادة ما أحرزه وأنجزه بالتعاون مع القادة الافارقة على صعيد العمل الإفريقى المشترك والأجندة التنموية وأجندة السلم والامن.
وكشف عبدالخالق، عن أن الرئيس السيسى وبحكم توليه منصب رئاسة الاتحاد،  سيتحدث باسم إفريقيا دوليا بما فى ذلك أمام الأمم المتحدة فى الشق رفيع المستوى فى سبتمبر المقبل، وأمام قمة العشرين فى اليابان فى يونيو المقبل، وقمة التعاون بين إفريقيا واليابان «تيكاد» والتى ستعقد باليابان ايضا فى أغسطس القادم، بخلاف فعاليات دولية أخرى بطبيعة المنصب.
وفيما يخص اللقاءات الثنائية التى سيجريها الرئيس السيسى على هامش أعمال القمة المقبلة، قال السفير المصرى إن الاتصالات تجرى حاليا ونعكف على الإعداد للقاءات، معربا عن ثقته أنه مع تولى الرئيس السيسى  رئاسة الاتحاد ستكون إثيوبيا دولة محورية فى اهتمامات السياسة الخارجية المصرية.
وفيما يتعلق بأولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، قال سفير مصر بأديس أبابا:  إن مصر تضع نصب أعينها كأولوية متقدمة للغاية دفع الاندماج الاقتصادى الإفريقى، بما يعنى الاندماج بين الأسواق الإفريقية الأقل حجما فى إطار التجمعات الاقتصادية الإقليمية عبر التركيز على مضمار البنية التحتية، على اعتبار أنه ما لم تتحسن شبكة البنية التحتية الرابطة للبلدان الإفريقية، فلا سبيل لزيادة معدلات التجارة الإفريقية وانسياب حركة السلع، وهو ما ينسجم فى نفس الخط من الاهتمام بدفع وادخال منطقة التجارة الحرة الإفريقية حيز النفاذ.
وأشار إلى أن اتفاقية التجارة الحرة القارية أنجزت فى كيجالى قبل عدة أشهر، وينتظر أن تدخل حيز النفاذ خلال أيام أو أسابيع قليلة على الأكثر، مؤكدا أن مصر تقوم بالعمل على التفاصيل الفنية لهذه الاتفاقية وحث الدول الأعضاء على التصديق عليها والالتزام بموادها، وتسهيل كل النواحى الفنية ذات الصلة بتنشيط عملها ودخولها حيز النفاذ، أولوية كبيرة لما لها من انعكاس مباشر على زيادة حجم التجارة الإفريقية، للاسهام فى إيجاد فرص عمل.
وذكر السفير عبدالخالق، أن مصر تولى، خلال رئاستها أيضا، اهتماما بقضايا السلم والأمن من خلال تفعيل وتنشيط وتطوير السياسة الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية، فى مرحلة ما بعد النزاعات،  حيث إن هناك ما بين 7 أو 8 بؤر نزاعات فى إفريقيا، وطبيعة النزاعات فى القارة والعالم باتت متغيرة لتوافر عوامل الإرهاب والجريمة المنظمة،  وعدم الاستقرار السياسى وخلخلة بنية الدول المؤسسية.
وأكد أن مصر لديها برنامج طموح للغاية لإدخاله حيز النفاذ، على هذا الصعيد، يتضمن تفعيل أطر سياسية واستراتيجية قابلة للتنفيذ تتسق مع الواقع ومبنية على دراسات ميدانية.
وأضاف السفير أن مصر تقوم بذلك انطلاقا من الوعى والإدراك لأبعاد ارتباط الامن القومى المصرى بالأمن القومى الإفريقى، ومن المسئولية التضامنية لإتاحة الخبرة الميدانية المصرية، أى الحفاظ على البنية المؤسسية للدول من التفكك.
وفى سياق آخر، قال مندوب مصر لدى الاتحاد الإفريقى، إنه يقع أيضا فى صدارة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد، كل ما من شأنه تنفيذ ما يسمى بأجندة 2063، وهى الأجندة الإفريقية الطموحة للتنمية المستدامة، مذكرا بأن مصر لديها خبرة وتجربة واسعة فى كيفية تضفير العلاقة بين استعادة الاستقرار ودفع سبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية،  وهو ما يعكسه ما شهدته مصر خلال السنوات القليلة الماضية، وهو محل تقدير من جانب الأشقاء الأفارقة.
وأكد أن مصر لا تعمل بمفردها ولكن فى الإطار الإفريقى، وفى هذا الصدد تهتم بكيفية حشد الجهد الدولى وراء الأولويات والاهتمامات الإفريقية، وكيفية تفعيل برامج تنمية القدرات والبنية المؤسسية الإفريقية، ومصر لديها افكار عديدة محل البحث ومطروحة جميعها للتنفيذ.
وأشار عبد الخالق، إلى الاجتماع الذى عقده الرئيس السيسى قبل أيام مع عدد كبير من الوزراء،  ليضيف الى الاجندة الإفريقية الطموحة، مشددا أن مصر لا تأتى للاتحاد الإفريقى برؤية ضيقة، ولا تطوير مصالح ضيقة ولكن لدفع العمل الإفريقى المشترك بأجندة شديدة الطموح للقارة قبل أن تكون لمصر.
وفيما يتعلق بترشيح مصر لاستضافة وكالة الفضاء الإفريقية، أوضح مندوب مصر لدى الاتحاد الإفريقى، أنه تم تشكيل لجنة فنية متخصصة من الخبراء المتخصصين قاموا بزيارة الدول الثلاث المرشحة وهي: مصر وإثيوبيا و نيجيريا، واستعرضوا القدرات المؤسسية، مشيرا إلى أن الملف المصرى الذى قدم كان متكاملا للغاية من النواحى الفنية والسياسية، وتصدر قائمة الدول المرشحة للاستضافة بـ 92 نقطة مئوية نظير الدولة التى تلينا بتراجع 12 نقطة مئوية عن مصر.
وأوضح أنه تم نقاش على مستوى المندوبين الدائمين، وأجمعت الدول على الاختيار الفنى، ويتبقى أن يضع الوزراء بصمتهم خلال اجتماعات المجلس التنفيذى، مؤكدا أن مصر تستطيع إتاحة تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، وكل تجاربنا وإمكاناتنا الفنية لتكون وكالة الفضاء جهازا تابعا للاتحاد الإفريقى، يخدم الاشقاء والتنمية فى القارة.
وحول العلاقات المصرية الإثيوبية.. وصفها السفير المصرى بأنها «استراتيجية الطابع»،  بمعنى أن كل دولة تنظر للأخرى من منظور استراتيجى للغاية، لافتا إلى أن الخارجية الإثيوبية وضعت مصر فى دائرة دول الجوار الاثيوبى، وبذات الاهمية الاستراتيجية وبنفس القدر فإن مصر تولى اثيوبيا نفس الاولوية.
وأوضح أن آفاق العلاقات بين البلدين لا حدود لها، حيث يوجد كثير من أوجه التكامل وفرص التعاون الكبيرة،  ولدينا الكثير نستطيع أن نشاطره مع الأشقاء فى إثيوبيا، مثل ما لدى الأخيرة الكثير من الأمور التى تستطيع أن تقدمها لنا من سلع، مثل اللحوم والسلع الغذائية بالاضافة إلى أن إثيوبيا تعكف على قدر من الإصلاح الاقتصادى والخصخصة، ولنا تجربتنا فى هذا الصدد، بالإضافة إلى أن الشركات المصرية مهتمة اهتماما كبيرا بالاستثمار فى إثيوبيا فى قطاعات الدواء والتصنيع الغذائى.
وأكد أن مصر لديها رؤية شاملة للشراكة الاستراتيجية مع إثيوبيا، تؤكد التزام مصر بالأمن المائى،  وحق إثيوبيا فى التنمية؛ مشيرا إلى أن مصر لا تحجر على حق الأشقاء الإثيوبيين فى التنمية، وإنما لديها من الثقة بالنفس ومن قدرة المؤسسات على التعامل مع الاحتياحات التنموية المصرية ما يجعلها تؤكد أن الأمن المائى المصرى، لابد أن يؤخذ فى الاعتبار فى أية تفاهمات بين مصر والسودان وإثيوبيا.

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock