عام

لـولاك يـا أكتوبـر

للشاعر / رمضان عبد الله إبراهيم

 

لولاكَ ما رقصتْ لنا أطيارُ

في الرَّوضِ ما فاحتْ بنا أزهارُ

لولاكَ ما عُزِفتْ لُحونُ كرامةٍ

في العالمينَ ولا أتى الإبصارُ

لولاكَ ملحَمَةَ الخُلودِ تكسَّرتْ

ناياتُنا واسْتسْلمَ الإصرارُ

أنت الذي نقَّيْتَ مجرَى نيلِنا

من لوُثَةٍ فاسْتُعْذِبَتْ أنهارُ

ذِكراكَ تبعثُ في  النُّفوسِ حماسةً

فيُشِعُّ فوقَ وُجُوهِنا الإبهارُ

يا ثالثَ السَّبْعينَ يا أسطورةً

كشَفَتْ غُيوماً وجْهُها غدَّارُ

لولاكَ قُل لي كيفَ حالُ غِنائِنا؟

أيلوحُ في ألحانِنا اسْتِبْشارُ؟

حينَ اسْتفاقتْ أمَّةٌ من نكْسةٍ

أضحى شعارُ شُعوبنا استنفارُ

“سيناءُ”كانت طفلةً في غفلةٍ

خُطِفتْ تعثُّ بجوْفها الأقذارُ

أضحى الغداءُ إرادةً،أمَّا العَشا

فصلابةٌ، والعزْمُ ذا الإفطارُ

قُوَّادُنا حملُوا الأمانةَ،ألهبُوا

في جُنْدِنا نارَ الحماسِ فثارُوا

فاستنْزَفُوا حُلمَ اليهودِ بقوَّةٍ

فقدَ العدوُّ العَقلَ حينَ أغارُوا

“إيلاتُ”نعمتْ صفعةً في وجهِهِمْ

من ثُقلِها صابَ العدوَّ دُوَارُ

هَبَّتْ سِياسَتُنا تُدمِّرُ سَعْيَهُمْ

سقطتْ خُرافاتٌ ،كذا “الحفَّارُ”

في “رأسِ عُشٍّ” ضرْبةٌ من جُندنا

خرَّ العدوُّ وراءها ينهارُ

فأغارتِ الحَمقاءُ ،تشهدُ”بُلْمُسٌ”

فوقَ البحيرةِ قدْ رمَتْنا النَّارُ

فاسْتأسَدتْ أجْنادُنا بضراوةٍ

فوقَ “البَلاحِ”بُطُولةٌ ،أحرارُ

طارُوا على “بحرِ البقرْ” بقذائفٍ

في “نجعِ حمَّادي” يطيرُ شَرارُ

“قتلوا “رياضاً”حين طافَ مُحفِّزاً

جُندَ البطولةِ فابتدا الإعصارُ

“تِمساحُ” لاقتْ ضربةً”بالقرشِ” قد

نالَ اليهودَ تشرُّدٌ ودمارُ

“رُوجرْزُ”يُعلنُ هُدنةً مُتخوِّفا

لما بدا بين اليهودِ عَوارُ

“برْليفُ”حصَّنَ جُبْنَهُ بحوائطٍ

بِسواتِرٍ كيما يطولَ حصارُ

مَلكَ الكتائبَ رغبةٌ في نُصرةٍ

جمعوا العتادَ، تجدَّدَ الإصرارُ

نُصِبْتْ حوائطَنا تصيدُ طيورهمْ  

ليجيءَ من كبِدِ العناءِ الثَّارُ

هذا”زكِي باقي” الشُّجاعُ بخِبرةٍ

نِعمَ الخراطيمُ التي يختارُ

بالزَّورقِ المطَّاطِ  حِيطتْ خُطَّةٌ

فاستنفرتْ هِمَمٌ كواها العارُ

في ساعةِ الصِّفر المُرادةِ جلْجَلتْ

فوقَ الرِّمالِ قذائفٌ ودمارُ

فنسورُنا عبَرُوا القنالَ بشوقِهم

دُكَّتْ حُصونٌ، حُطِّمتْ أسوارُ

وعلى جُسورِ النُّور هلَّ عُبورنا

اللهُ أكبرُ صرخةٌ ، إشْعارُ

قد خرَّ ساتِرهمْ بدفعَةِ مائنا

“برْلِيفُ” سلَّمَ أمرَهُ ينهارُ

“فمحمَّدُ العبَّاس” يرفعُ رايةً

“سيناءُ” تشهدُ أنَّهُ المِغوارُ

“لمحمَّدٍ طهَ”علامةُ عزَّةٍ

هي لمحةٌ للعابرينَ منارُ

ذا “السيِّدُ البُرْعيّ” حاصرَ “نقطةً

مسحورةً” فاسْتسلمَ الفُجّارُ

فتهاوت الأسطورةُ الكبرى هنا

أين الألى قالوا هوَ القهَّارُ؟

ستٌّ من الساعاتِ تهدمُ كِذْبهم

للطَّامعينَ رسالةٌ، إنذارُ

رأت الحليفةُ جيشَ “موشى” خائراً

فَجرى على جسر الفضا الطَّيَّارُ

فتحتْ بجيشِ العزِّ غدراً ثغرةً

فتحاصرَتْ في القلبِ “دفْرِسْوارُ”

سيظلُّ “ساداتُ” العبور متوَّجاً

فوقَ العصور تحفُّهُ الأنوارُ

لولاكَ يا “أكتوبرَ” النَّصْر انطوتْ

صفحاتُنا ، بلْ نُكِّسَتْ أشعارُ

أهدِي القصيدَ تحيَّةً لبطولةٍ

أمَّا الشَّهيدُ لروحِهِ استغفارُ

فلكم جنودَ العزِّ نوْطُ محبَّةٍ

ولمصرنا في العالمين فَخارُ

بكره أحلى

رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير : وجدى وزيرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى